ونختم الحديث عن إصدارات مركز تاريخ مكة المكرمة التي تفضل بإهدائي إياها معالي الدكتور فهد بن عبد الله السماري مدير عام المركز بما جاء في المجلد الثاني من كتاب (الحياة العلمية في مكة المكرمة) إذ تقول المؤلفة : «وكان طالب العلم يجد بغيته في المسجد الحرام، أو في المدارس المنتشرة حوله، سواء أكانت أهلية أم حكومية، غير أن أكثر الحلقات نشاطا بالطلاب هي المقامة بالمسجد الحرام، لكونها مفتوحة، فإنه كان يمكن لأي طالب أن يحضر أو ينصرف من الدرس متى شاء، كما يمكن لأي شخص أن يحضر أي درس، وأن ينضم إلى أي حلقة، ولو لمجرد حب الاستطلاع، أما في المعاهد العلمية ذات الأوقاف فلا بد للطالب أن يحضر الدرس بانتظام، ولا يغيب عنه إلا بعذر مقبول، حتى لا يحسم ذلك من مكافأته، أو راتبه المقرر من قِبل الواقف.

ويمكن أن نستنبط عدة ميزات من كون حلقات العلم في المسجد الحرام مفتوحة لجميع الطلاب، منها:
ــ حرية اختيار الطالب للشيخ الذي يرتاح نفسيا وعلميا له، وهو لا شك يؤثر في الاستيعاب بطريقة إيجابية.

ــ المعلم هو سر نجاح الحلقة أو إخفاقها، فإن نجح المعلم في أداء مهمته زاد عدد طلابه، واكتظت حلقته، وإن لم ينجح، تقلصت حلقته، وأصبح طلابه يعدون على الأصابع، وربما امتد به الحال فتصبح حلقته أثرا بعد عين.
ــ اختيار الطالب للحلقة التي تناسب وقته وأحواله، فقد يكون الطالب ممن يعمل ليعول نفسه وأسرته، فتناسبه أوقات دون أخرى.

ــ قد يرغب الطالب في دراسة أكثر من مادة في أكثر من علم، فيختار الحلقات التي تتيح له تحقيق رغبته دون تعارض.

ــ قد يكون وجود الطالب بمكة المكرمة محددا بمدة زمنية معينة كأن يكون من الحجاج الذين قدموا مكة المكرمة قبل موسم الحج بمدة زمنية قد تصل إلى عدة أشهر، وبعد أن يتلقى العلم وينهي نسكه يرغب في العودة إلى بلاده مع ركب الحجيج.

ــ في مثل هذه الحلقات تكون حرية الرأي للطالب أكثر وضوحا، فبإمكانه أن يبدي رأيه في الشيخ، أو الدرس، أو أي شيء، دون أن يخشى توجيها، أو لوما من قبل المسؤولين، فلن يخصم الواقف من راتبه، ولن يتولى الناظر فصله، وأقصى ما يمكن أن يحدث له إذا تجاوز الحدود أن يطلب منه الشيخ عدم حضور حلقته» ..

ــ أكرر الشكر والتقدير لمركز تاريخ مكة المكرمة والقائمين عليه لما أثروا به المكتبة من إصدارات.

عكاظ 1433/10/9هـ