أهل مكة لا علاقة لهم بالجرابيع
.. صحيح أن لقمة العيش فرضت علي الانتقال من مكة المكرمة والسكن في جدة من نصف قرن حيث اختارني الأستاذ حسن عبد الحي قزاز رحمه الله سكرتيرا لتحرير «البلاد» عام 1381هـ وعند قيام المؤسسات الصحافية وتولي الأستاذ عبد المجيد شبكشي عليه رحمة الله رئاسة تحرير صحيفة «البلاد» ظللت معه سكرتيرا ــ أيضا ــ لبضعة أشهر ثم لما قامت «عكاظ» وكان اسمي من بين المؤسسين الأوائل اختارتني اللجنة التي شكلت لتولي اختيار رئيس التحرير والمدير العام وتعيين المحررين والاتفاق مع المطابع، سكرتيرا لها ثم لما تم انتخاب الأستاذ محمود عارف رئيسا للتحرير اختارني رحمه الله، مديرا للتحرير.. وفي اجتماع الجمعية العمومية التي انعقدت مع انتهاء فترة سنة الإعارة للأستاذ محمود عارف وعودته لعضوية مجلس الإدارة تم انتخابي بالإجماع رئيسا للتحرير، ثم لما تفرغت للعمل الحر وجدته في جدة أيسر منه في أي مكان آخر، فاستقررت بأسرتي في جدة ولكني على امتداد تلك السنوات وحتى تاريخه لم أنقطع عن مكة المكرمة ولقاء أهلي وأصدقائي بها شرفها الله.
وأعود لأقول : إنه وإن انتقلت من مكة المكرمة من نصف قرن عشت قبله حوالى العشرين عاما فيها ما بين المدرسة والعمل في الشرطة، ثم العمل بمكتب جريدة «البلاد» لم يطرق سمعي أن هناك من أبناء مكة من يسعى لاصطياد الجرابيع أو مطاردتها، فضلا عن صيدها وأكلها.
لذلك عجبت مما كتبه الأستاذ إبراهيم خضير في عدد يوم الاثنين 11/10/1433هـ لأنه إذا صح ما كتبه فإنه ليس على الإطلاق من عمل أبناء مكة خاصة فيما يتعلق بالصيد والطهي فالأكل.
وأغلب الظن أنه ما ذكره الأخ إبراهيم خضير إنما هو من عمل الشباب الوافدين من بادية الشمال أو بادية السودان وشمال اليمن. أما أبناء مكة فإنني أعلنها صراحة وباسم كل من اتصل بي ــ وهم كثر ــ من أبناء مكة المكرمة مستنكرا نشر الخبر الذي جاء فيه: مع حلول فصل الصيف يتدافع شبان مكة المكرمة إلى البراري المجاورة لصيد «الجرابيع» التي تعد من «أجمل» القوارض في الصحراء، وهي حيوانات ليلية تتمتع بسمع حاد وحاسة شم قوية تعينها على تجنب المتربصين بها. ويزاول الشبان «الجربعة» من باب التسلية والترفيه عن النفس، ويفضل مزاولو «الجربعة» تناولها بعد طهيها بطرق متعددة..
لذا أقول : إن ما ذكر غير صحيح حتى وإن مارسه وافدون من البرماوية أو السودانيين وغيرهم من أبناء البادية.. أما أبناء مكة فهم براء من ذلك براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
عكاظ 1433/10/28هـ