ذهبت إلى مكتب الأحوال المدنية بمكة المكرمة في حي العزيزية لعمل بعض إجراءات تتعلق بتسجيل حفيدتي، وكنت أحمل معي كل الوثائق والأوراق والمستندات الرسمية المطلوبة، ودخلت الصالة كأي مراجع وأفهمت الموظف طلبي الذي قام بأداء واجبه على أكمل وجه وبأدب دون أية تعقيدات، ورغم أن المراجعين كثيرون من السعوديين والأجانب إلا أنني لاحظت سرعة في الأداء للجميع. ثم طلب مني الموظف الصعود للمدير للتوقيع وذهبت إليه وهو الاستاذ خالد عبدالله اللحياني وطلب منى الجلوس وشكرته واطلع على الأوراق ثم وقعها ووجدت فيه أخلاقا عالية وتعاملا راقيا هادئا في سلوكه ولم أجد أي زحام في مكتبه فلقد لاحظت سرعته في التدقيق والمراجعة وانتهيت من إجراءاتي واستلمت شهادة الميلاد. فقابلني مواطن في الشارع يعرفني وقال لي يا دكتور زهير شايف ازدحام السيارات.

فقلت له ليس هناك ازدحام إنما هو نقص في الوعي عندنا كمواطنين فكل واحد منا يريد أن تقف سيارته أمام باب الإدارة وينزل من سيارته المكيفة. وقلت له انظر إلى فوضى وقوف السيارات فليس لإدارة الأحوال المدنية دخل في مثل هذه الأمور. فأنا أرى أن موقع الإدارة مناسب وأفضل من غيره مثل كتابة عدل الأولى المعلقة في جبل وليس حولها مواقف سيارات ومثل هذا المبنى الذي حوله مساحات يمكن أن تستغل لوقوف سياراتنا. ولكن ذلك عائد لنا فنحن غير منظمين ولا نفهم ما علينا من واجبات.

حقيقة إنني أعجبت بالتطور في جهاز الأحوال المدنية بمكة المكرمة ولكن نطمح ونتمنى المزيد وبخاصة علمت أنهم فتحوا فرعا في أحد الأسواق التجارية الكبيرة والجديدة في حي الرصيفة، من باب التسهيل على المواطن في سرعة إنهاء إجراءاته ومصالحه دون عناء يضاف لذلك وضع سيارات متنقلة في ضواحي وقرى كمكة المكرمة للوصول للمواطنين هنا لكيلا يعانوا مشقة السفر كمكة المكرمة، وكل هذه الإجراءات حضارية وهذا ما يريده المواطن من راحة في إنجاز احتياجاته الرسمية المختلفة..

تحياتي وتقديري لكل القائمين على الأحوال المدنية بمكة المكرمة وغيرها.
كما آمل من سعادة وكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية دعم إدارة الأحوال المدنية بوظائف وقوى عاملة مدربة، لأن مدينة مكة المكرمة إعداد السكان بها في زيادة مستمرة. واليوم البطاقة الشخصية والعائلية مطلوبة في أي إجراء يريده المواطن في أي قطاع حكومي أو خاص.

والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض.

عكاظ 1433/11/22هـ