تغيير مسمى رئاسة الحرمين الشريفين .. !
افردت المقالين الماضيين للحديث عن وكالة المسجد النبوي الشريف, وذلك بمناسبة وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله حجر أساس لأكبر توسعة في التاريخ الاسلامي للمسجد النبوي الشريف , كان ذلك في حفل بهيج مساء اليوم الثامن من شهر ذي القعدة الحالي بساحة المسجد النبوي الشريف.والموضوع الثاني والمنشور في هذه الزاوية يوم الخميس الماضي عن اهمية الاستعداد المبكر لتوفير طاقة بشرية تستوعب مواجهة احتياجات التوسعة الكبرى عند اكتمالها, لان الطاقة البشرية الحالية لا تغطي اكثر من نسبة 30 % من احتياجات ثاني الحرمين الشريفين عند الانتهاء من التوسعة. اما احتياج المسجد الحرام من الطاقة البشرية عند اكتمال التوسعة فتفوق نسبة خمسة اضعاف الطاقة الحالية, أي أن العدد المقدر لخدمة الحرمين الشريفين قد تزيد عن ثلاثين ألف موظف و موظفة على مختلف الفئات وهذا العدد لا يتوفر في بعض الوزارات التي مر على عمرها سنوات طوال. ومع تزايد اعداد الحجيج والمعتمرين والزوار في السنوات القادمة ستزداد بتقديري الحاجة الى اعداد اكبر من التقديرات المتوقعة حاليا وبما ان التاريخ سيسجل بمداد من ذهب اهتمام آل سعود بهذين الحرمين وضيوفهما وذلك منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس هذا الكيان الكبير عليه رحمة الله . حيث انصب اهتمامهم بالدرجة الأولى على خدمة الآمّين لهذين الحرمين حال وصولهم إلى الاراضي المقدسة حتى مغادرتهم الى بلدانهم بعد أدائهم مناسك الحج والعمرة والزيارة مصحوبا هذا الاهتمام بإشراف مباشر من الملوك والأمراء , حتى هذا العهد الزاهر المليء بالانجازات التنموية في مفهومها العام والخاص, وبإكتمال هذه التوسعة التي لم يسبق لها مثيل في الحرمين الشريفين تتسع المسؤوليات وتتنامى الحاجة إلى صلاحيات اوسع لرئاسة الحرمين الشريفين, وتماشيا مع النقلة الطموحة النوعية برفع مستوى الأداء في جميع الاجهزة والمؤسسات الحكومية واعطائها مزيداً من الصلاحيات لتتحقق المرونة في الأداء في كل مجال وانسجاما مع اهتمام الدولة لخدمة ضيوف الرحمن والتركيز على دور رئاسة الحرمين الشريفين على مدار الساعة لكونهما محط انظار العالم الاسلامي في ارجاء المعمورة. وللمعطيات الجسام التي تترتب على القائمين على خدمة هذين الحرمين ولكون هذا الجهاز محل اهتمام اسلامي كبير وحاجته إلى صلاحيات واسعة تحيط بدقيق الامور وجلها عنه, فإنني اقترح تغيير مسمى رئاسة الحرمين الشريفين إلى وزارة شئون الحرمين الشريفين ليحظى بدعم كبير يتناسب مع مسؤولياته الجسيمة. على أن يكون كادر هذه الوزارة مقسما الى فئتين , فئة الإداريين ويبقون على سلم الخدمة المدنية وفئة الميدانيين ويخصص لهم كادر فيه مميزات وجذب وإغراء لإستمرار ورفع أداء العاملين في هذا الميدان, حيث ان هؤلاء يتطلب عملهم الاستمرار على مدار الساعة. ومن هذه المميزات بدل سكن وبدل نقل وبدل عدوى وإعتماد مركز صحي خاص لمنسوبي وزارة شئون الحرمين الشريفين . وجهة نظر والله المستعان .
المدينة 1433/11/22هـ