من يغيِّر ثقافة الحجيج
•• لدي شعور عميق بأن حجاج بيت الله الحرام هذا العام.. وبدءا من هذا اليوم على وجه التحديد، سوف يشعرون أنهم يعيشون ظروفا أفضل من حج أي عام سابق لعدة أسباب..
•• فالمنجزات الكبيرة التي تحققت سواء بالنسبة للطرق والمسارات التي تصل الحجاج بالمشاعر قد زادت بصورة كبيرة.. وبالتالي فإنها ستساهم في تيسير سبل التنقل بين مكة المكرمة ومنى.. وعرفات ومزدلفة.. ومن ثم إلى منى مرة أخرى..
•• وخدمة قطار المشاعر قد تضاعفت فضلا عن أنها قد اكتسبت خبرة إضافية تمكنها من نقل أكبر عدد ممكن من الحجاج وفي دقائق معدودة بعد أن كان الحاج يقضي ساعات طوالا نتيجة الزحام وتكدس الناقلات في الشوارع والطرقات والمسارات.. وتعطل حركة السير..
•• كما أن الإجراءات الأمنية لتسهيل مرور وانسيابية السير قد شهدت تقدما كبيرا.. نتيجة استخدام تقنية متقدمة تحول دون الحاجة إلى توقف خطوط السير الطويلة بهدف التفتيش.
•• كل ذلك حدث وساهم في تحقيق مستويات أفضل من التنظيم وسلاسة الحركة.. جنبا إلى جنب ارتقاء وتحسن الخدمات المصاحبة لكل ذلك من قبل جميع الأجهزة المختصة.. من طبية.. وإسعافية.. ودفاع مدني.. ومرور.. وبالذات الخدمة الأمنية التي يضطلع بها رجال أمن الحج الذين اكتسبوا الكثير من ألوان التدريب والتأهيل لخدمة ضيوف الرحمن.. وتيسير أمورهم.. بعد أن أصبحت هناك قوة خاصة ومتفرغة لأمن الحج والحجاج.. ولم تعد هناك «جهالة» بالمواقع.. أو نقص في الخبرة في التعامل مع الحجاج ومساعدتهم على أداء فريضتهم على أكمل وجه.. وانتهت بذلك معاناة ما كان يسمى بانتداب عناصر أمنية للعمل في الموسم فقط.. ولتقديم المساعدة لحجاج غرباء.. وهم قبل هؤلاء الحجاج غرباء عن المشاعر.. وعن احتياجات الحاج.. وطلبه المساعدة.. حتى كان أكثرهم بحاجة إلى من يرشده ويدله على العودة إلى أماكنه المخصصة لإقامته أو عمله..
•• كل ذلك حدث..
•• لكن ما لم يحدث حتى الآن هو تغيير ثقافة الحاج القادم من أكثر الدول العربية والإسلامية، وتلك مشكلة لا ذنب لنا فيها.. وإن كان علينا أن نكون حازمين في التعامل بشأنها مع تلك الدول.. حتى تتحقق الفائدة المرجوة من قدوم الملايين إلى هذه الأراضي المقدسة وحتى يشعروا بالمزيد من الطمأنينة..
•• وما لمسته من وزير الحج.. أخي الدكتور بندر حجار لدى زيارته لـ «عكاظ» الأسبوع الماضي، هو أن وزارته مهتمة بهذا الجانب.. وإن كنت أرى أنها بالإضافة إلى تقديم خدمة إلكترونية اتصالية قوية مع الدول الأخرى.. فإنها بحاجة إلى وضع برامج تثقيفية لأولئك الحجاج في بلدانهم على مدى العام..بدلا من الاعتماد «فقط» على تلك الدول، لأن تلك الدول لا تمتلك الخبرة الكافية أو الجدية المطلوبة في هذا الصدد.. وإن كان ذلك يحملنا عبئا فوق الطاقة.. لكنه جهد مطلوب ومفيد بكل المقاييس.
•• وإلى جانب ذلك فإن المؤمل هو لاكتمال أسباب النجاح لحج هذا العام هو التدريب المبكر مع شركات الطيران للحيلولة دون تعطل أفواج العائدين إلى أوطانهم بعد أداء الفريضة كما يحدث في كل موسم.. وتتطوع بعض «الأبواق» الإعلامية لوضع المسؤولية علينا ونحن برآء منها..
***
ضمير مستتر:
•• القلوب الطاهرة.. تزداد نقاء وصفاء في مثل هذه الأيام.
عكاظ 1433/12/8هـ