نظافة مكة .. !!

* عندما نسافر إلى إحدى دول أوربا ربما لا تثيرك ناطحات السحاب ..
و لا ألوان الواجهات .. و لا أشكال الناس
بقدر ما يثيرك ذلك السلوك الحضاري في حياتهم !! ..
والاهتمام بالنظافة هي في مقدمة هذا السلوك ....
لا تستطيع أن تترك مخلفات في حديقة ..أو ترمي بعلب فارغة من نوافذ السيارات ..
والأكثر إثارة أن هذا ( الانضباط ) لم يصنعه ( المشعاب )..
* نحن عندنا (النظافة من الإيمان ) .. إنها جزء من عقديتنا و من حياتنا !.
ومع ذلك سلوكياتنا تجاه النظافة مخجلة ..
.. الحدائق تتحول إلى مرمى نفايات ..والارصفة وحتى نوافذ السيارات تقذف بحممها.
و حين تقول لأحد ( لو سمحت ) ..
يشيلك بعيونه و يقذف بك في البحر ..
و كأنك قلت كفراً ..
* قال أحدهم تقيمون الأبراج و تمارسون تحتها الفعل المتخلف .. !!
في العرف الحضاري .. التطور لا يقاس بالمكان و لكن بالإنسان ..
الحضارة سلوك ..ما فائدة أن نبني مدينة من الناطحات و أهلها لا يرقون بأفعالهم حتى عند مستوى الأرصفة ؟!
** عموما هذه هواميش لما أردت الوصول إليه ..
هذه الأيام مكة المكرمة حرسها الله تغرق أحياؤها في النفايات ..
الروائح أزكمت الأنوف و المخلفات في كل مكان .. والناس يصيحون ..
.. يا إعلام .. يا مسئولين ..
و لليوم الرابع على التوالي ما من مجيب .. !!
واتصل بي اكثر من مواطن وهم ينددون بغلظة :
اذا لم تهزكم نظافة مكة كمسؤولية وطنية فيجب الا تتخلوا عنها كقضية إيمانية !!
* و أمس الصباح طفت بسيارتي أكثر أحياء مكة ..
وجدت ما يندى له الجبين !!
هل يعقل أن تكون كل هذه الأوساخ و المخلفات في أطهر بقاع الله ؟
هل يليق بمكانة مكة أن تكون نظافتها بهذا الشكل ؟
إذا لم نستحِ من أنفسنا .. ألا نستحي من الله ؟
و ماذا سيقول هؤلاء الحجاج عنا وهم يغادرون إلى بلدانهم ؟
كيف سيقارنون بين مشاريع عملاقة و أكوام النفايات تغرق كل شئ ؟!
* إن الحاج و المواطن ..
لا يهمه أن يعرف أن نطاقات أقفلت على المقاول بوابة الاستقدام ..
و لا يهمه أن يعرف أن الأنظمة المالية أعطت لهذا المقاول و أمثاله الحق في مشاريعنا و اللعب بحياتنا بحجة أنهم الأرخص و الأقل عطاء ..
المواطن يريد فقط أن تكون مكة جوهرة..
و لابد من المحاسبة .. !!
يجب أن يدفع الثمن غاليا من وسخ ثوب أم القرى و كل من أزكم أنوف زائريها و ساكنيها ..
و كل من أحدث هذا الشرخ الكبير ما بين إعمار مكة و نظافتها ..
الى متى و نحن نتدارى خلف لعل وعسى؟
أكثر من مرة يتكرر الحال .. و لا أحد يسأل ..
** أمانة العاصمة المقدسة التي هللت عند ابرام العقد قبل سنوات و أنها ستكون وردة كالدهان عليها تقع المسئولية الأولى ..فهي لديها عقد وبنود و عليها بجدية التطبيق أو الالغاء لكن أن تقف لتبرر للمقاول و تنسى العقد فهذه اشكالية !!
يجب ان تحاسب أمانة العاصمة المقدسة..
..ويجب ان يكون هناك حساب فاصل لمن يكشف عن ساقيه و يقول ( أعلى ما في خيلكم اركبوه ) ..
.. إني أتمنى من الأمير خالد الفيصل أن يجعل من قضية النظافة في مكة قضية استثنائية كما هو الحال لمشاريعها.
و أثق بأن الفيصل لن تعجزه هذه القضية ..
كما أثق تماما بأنه يدرك حجم معاناة الناس منها ..
فهل من حل ؟!

المدينة 1434/1/11هـ