تاريخ أمة فيسير أئمة «2-2»
يعتبر الكتاب الذي قام بتأليفه صاحب الفضيلة معالي الدكتور الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد بعنوان: (تاريخ أمة في سير أئمة) موسوعة فريدة لاحتوائه على (تراجم أئمة الحرمين الشريفين وخطبائها منذ عهد النبوة إلى سنة 1432هـ) وقد صدر في خمسة مجلدات عن مركز تاريخ مكة المكرمة وقد جاء في تقديمه: يترجم هذا الكتاب الذي نقدم له لأئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي منذ بزوغ العهد الإسلامي الزاهر، ابتدء بإمام المرسلين وسيد النبيين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، مرورا بالعصور الإسلامية المتوالية، وصولا إلى العصر الحديث.
ومما لا شك فيه أن أئمة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف يأخذون نصيبا وافرا من عناية المؤرخين والدارسين والباحثين، فقد ارتبطت سيرتهم الذاتية بتاريخ الأمة، وأدوا مهمات جليلة لخدمة الدعوة الإسلامية، وذلك بإمامة الناس، والخطابة فيهم، وتعليمهم العلوم الشرعية. ومن مجموع تراجم هؤلاء الأئمة يمكننا أن نضع أيدينا على تاريخ وافر الأحداث، غزير العظات، زاخر بالدروس.
وقد قسم الكتاب قسمين: الأول منهما في تراجم أئمة المسجد الحرام، وشمل هذا القسم فروعا لمن حج بالناس، وأئمة التراويح، أما القسم الثاني فكان في تراجم أئمة المسجد النبوي الشريف، ومن فروعه أئمة التراويح، ومن ناب في الإمامة والخطابة، وألحق في آخر كل قسم من القسمين سرد لمن لم يجد المؤلف له ترجمة، فيذكر اسمه أو لقبه أو كنيته، مع ذكر المصدر والقرن الذي عاش فيه، والإشارة إلى من قال بإمامته، وقد رتبت الأعلام الواردة في هذا الكتاب حسب تاريخ وفاتهم، كما ترجم الكتاب للأمراء والولاة على الحرمين الشريفين حتى حدود القرن الخامس الهجري، لكون هؤلاء الولاة هم الذين يلون إمامة الناس في الصلاة وخطبة الجمعة في الحرمين الشريفين.
كما قدم المؤلف في مطلع كتابه بتعريف بالكعبة المشرفة، وحديث مستفيض عن عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف على مر العصور، وعرف بوظائف الحرمين الشريفين، مثل الإمامة والأذان والخطابة والحجابة وإضاءة القناديل، وإلقاء الدروس العلمية، وغير ذلك من الوظائف التي ارتبطت بهذين المكانين الطاهرين.
حفظ الله شيخنا صاحب الفضيلة والمعالي الدكتور صالح بن حميد وأمد في عمره ليكمل ما هو بصدد إصداره من مؤلفات والشكر لمركز مكة والقائمين عليه لاهتمامهم بتقديم الكتاب من خلال محاضرة سعد بها الجميع.
آية: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا}.
وحديث: «خيركم من تعلم العلم وعلمه».
شعر نابض:
علو القدر بالهمم العوالي
وعز المرء في سهر الليالي
عكاظ 1434/2/25هـ