أدركوا مقبرة عبد الله بن العباس !
بعد أن ادلهمت الخطوب والفتن وحصل ما حصل من اغتيالات لثلاثة من الخلفاء الراشدين، وحروب بين المسلمين وتعرض مكة المكرمة في عهد الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما للعدوان من قبل جيش الأمويين بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي وهي فتنة قتل وصلب فيها ذلك الصحابي الذي يعتبر أول مولود ولد في الإسلام، حتى هتفت والدته الصحابية الجليلة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قائلة: أما آن لهذا الفارس أن يترجل.. ليظهر الحجاج بعض الحياء ويأمر بإنزال الجثمان الطاهر حتى يوارى الثرى في مقابر المعلاة، بعد تلك الخطوب رأى الصحابي الجليل حبر الأمة عبدالله بن العباس رضي الله عنهما أن يتخذ من الطائف مسكنا له بعدا عن الفتن والمشكلات فعاش ومات فيها ودفن في مقابر لم تزل تحمل اسمه حتى الآن وبني خارجها مسجد جامع شهير يحمل اسمه أيضا لقي عناية وتوسعة من حكومة هذه البلاد، ولكن المقابر التي تبلغ مساحتها ألفين وخمسمائة متر في ألف وخمسمائة متر تعاني من إهمال شديد ظل قائما حتى انصرف أهالي الطائف للدفن في مقابر أنشئت في الغديرة إحدى ضواحي المصيف، لذلك تنادى بعض محبي الخير ومنهم الأستاذ هاشم عمر خياط والأستاذ محمد أمين الشنقيطي والأستاذ محمد سعيد كمال، لوجوب العمل على صيانة وترميم مقابر ابن عباس وحصلوا على موافقة من محافظ الطائف، وتبلغ تكاليف مشروع الصيانة والترميم بما فيها ترميم ما يزيد على أربعة آلاف قبر نحو خمسة ملايين ريال، ويشتمل المشروع على إقامة صالة للعزاء ورفع أسوار المقبرة ونحوها من الإصلاحات الضرورية التي تعيد تأهيل تلك المقبرة التاريخية لاستقبال موتى محافظة الطائف وما حولها كما ظلت تستقبل جثامينهم على مدى مئات السنوات الماضية، وقد تلقيت من الأستاذ هاشم خياط ملفا كاملا عن ذلك المشروع الخيري الذي آمل أن تمتد إليه بالمساعدة أيدي أهل الخير في الطائف ومكة المكرمة وجدة، وقد سبق لأخيار من أبناء أم القرى إدخال تحسينات وإضافة قبور على مقابر المعلاة كلفت ملايين الريالات وهذه دعوة مني لمن يوفقه الله لدعم مشروع ترميم وصيانة مقبرة الصحابي الجليل عبدالله بن العباس بالطائف إكراما لذلك الثاوي فيها ولغيره من موتى المسلمين والتوفيق من عند الله وهو وليه والقادر عليه..
الجواهر الثمينة في محاسن المدينة
تلقيت من الأخ الدكتور يحيى حمزة الوزنة نسخة من كتاب «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة» الذي ألفه محمد بن عبدالله بن كبريت المولود في المدينة المنورة عام 1012هـ المتوفى بها عام 1070هـ، وحققه الدكتور الوزنة. والكتاب كما جاء في مقدمة المحقق يتناول طيبة في شتى العلوم الإنسانية من فقه وحديث نبوي وتاريخ وأدب وشعر وآثار، حيث قام بتصوير ذلك الكتاب المخطوط بعد أن وجده في معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، فأشكر للدكتور الوزنة هديته القيمة وأتمنى أن يكون كتابه إضافة للمكتبة الإسلامية.
عكاظ 1434/3/9هـ