مكتبة مكة وأهمية توسعتها
من الأماكن الأثرية التي لا خلاف على موقعها وبإجماع المؤرخين على امتداد التاريخ الإسلامي مكان مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة.
وللحفاظ عليه فقد أصدر جلالة الملك فيصل رحمه الله لأمين العاصمة المقدسة الشيخ عباس قطان أمرا بإنشاء مكتبة عامة بها الكثير من المؤلفات الإسلامية والتاريخية.ومن عجب أن ينكر جهلة أو أصحاب غرض مكان مولد النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال بذلك صاحب المعالي فضيلة الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء خلال الاحتفاء بمعاليه في «اثنينية» عبد المقصود خوجة. وقد جاء فيما تحدث به الدكتور أبوسليمان بحسب ما نشرته «عكاظ» بعدد يوم الأربعاء الماضي 8/5/1434هـ : أن إنكار موقع مولد النبي صلى الله عليه وسلم الكائن في مكتبة مكة المكرمة سبة تاريخية عظيمة ووصمة عار، نبتت بيننا نابتة تنكر مكان ولادة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن لها سابق عهد في تاريخنا، وليس خافيا علينا الخلفية التي تحملهم على هذا، لكنهم لا يدركون أبعاد هذا الإنكار. ولفت إلى أن أبعاد هذا التشكيك خطيرة جدا، وتمثل جناية تاريخية وحكما قاسيا على أجيال غابرة، وقد آن الأوان لدحض تلك الشكوك والشبهات.هذا وقد طالب عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان بضرورة اتخاذ خطوات تكفل للمكتبة أداء رسالتها كاملة، منها إعادة بناء المكتبة بشكل يحقق كافة الرغبات الشرعية والعلمية وكذلك الاحتفاظ بمكانتها التاريخية حيث إنه موقع أثري ومركز فكري، كما اقترح فضيلته إعادة بناء المكتبة حسب التخطيط التالي: إقامة المبنى على أعمدة مثبتة كأروقة الحرم الشريف ليس بينها حواجز، على طراز البناء بالمسجد الحرام، بحيث يسهم في استغلال مكانها على سطح الأرض في التوسعة للمصلين بالحرم الشريف وتسمح للزائرين بمشاهدة المكان على طبيعته دون زحمة أو مضايقة، وبناء قاعات محاضرات وباحثين في الأدوار العليا، بحيث تخصص قاعة كبيرة تتسع للآلاف لإقامة ندوات علمية إسلامية خلال موسمي رمضان والحج، واقترح تخصيص دروس علمية على مدار العام، وأخرى في السيرة النبوية بشكل منتظم، يعين لها صفوة العلماء المنتخبين وتخصيص مكان في بعض أدواره مركزا للبحوث الاسلامية والدراسات المتخصصة في السيرة النبوية حتى تنسجم مع مكانتها التاريخية.والذي لاشك فيه أن تنفيذ مقترحات فضيلة الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء بالغة الأهمية فإن الحفاظ على المكتبة وتحديث مقرها له من المنافع كثيرها، وأن مجرد التفكير في إزالة المكتبة بأي دعوى يعتبر جريمة لا تغتفر.
السطر الأخير:لو كان هذا الدهر يقبل فديةبالنفس عنك لكنت أول فادي.
عكاظ 1434/5/15هـ