الإمامة بالمسجد النبوي الشريف
لست أدري إن كانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف تقرأ ما تنشره الصحف للكتاب من آراء تتعلق بمهامها.. أم لا؟، وما ذلك إلا لأنني لم أقرأ عن الرئاسة إلا ما قد يقوم به المسؤولون فيها من نشاط يتجسد في تحركاتهم التي تنشر فيها الصحف صورهم!
فمن قبل سبق أن كتب أكثر من صاحب قلم، وأنا ــ وأعوذ بالله من كلمة أنا ــ أحدهم، بأهمية توفير أئمة من أصحاب الأصوات الشجية للمسجد النبوي الشريف بعد أن هرم الإمام المعروف للجميع، وأصبح كثير الخطأ فيما يقرأ، إلى جانب عدم مراعاته لظروف المصلين الذين قد يكون فيهم المريض بالسكر أو أي مرض آخر، إلى جانب كبار السن الذين يعجزهم الوقوف، ومع ذلك يصر الإمام الهرم على الإطالة في القراءة، وكذا في الركوع والسجود لدرجة يحسب الناس فيها أن الإمام قد نام وهو ساجد، وهذا ما حسبته في أكثر من صلاة خلفه الأسبوع الماضي، ومع ذلك يصر على أن يؤم المصلين المغرب والعشاء وما تيسر له من صلوات الظهر والعصر، بالإضافة إلى إطالته خطبة الجمعة بتوسع لا لزوم له!ففي ركعة من ركعات أحد الفروض غير الجهرية قرأت بعد الفاتحة سورة المزمل ثم المدثر ومع ذلك لم يركع الإمام إلا بعد ذلك بثوانٍ.. وفي الركعة الثانية «عم يتساءلون» وبتأنٍّ وأيضا لم يركع إلا بعدها بدقيقتين، الأمر الذي يرهق المرضى وكبار السن، وفيما صح عن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أنه قال لمعاذ ــ رضي الله عنه ــ عندما قيل للرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ إنه يطيل الصلاة عندما يؤم قومه. فقال له النبي ــ صلى الله عليه وسلم: «أفتان أنت يا معاذ ؟». ومع ذلك ورغم كثرة ما كتب لم نقرأ عن إجراء اتخذته الرئاسة!!يوم الأحد 12/5/1434هـ، كتب الأستاذ خالد السليمان تحت عنوان (أين أئمة الحرمين؟)، وقد ذكر نصا أنه صلى بالمسجد النبوي الشريف مدة يومين خلف نفس الإمام، وعبثا انتظر سماع صوت إمام المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير بلا جدوى، «ما جعلني ِأتساءل: أين دور رئاسة الحرمين في المدينتين المقدستين بتكليف الأئمة المشهورين بأصواتهم وقراءاتهم بأداء الصلوات الجهرية، على الأقل إكراما لهؤلاء المصلين الذين قطعوا المسافات الطويلة وأنفقوا الأموال الطائلة وتسنت لهم فرص العمر النادرة للصلاة في الحرمين الشريفين؟»ثم يضيف: «إن تكليف الأئمة المشهورين بأصواتهم العذبة وتلاوتهم الندية بأداء الصلوات الجهرية في الحرمين الشريفين ليس خيارا للأئمة ألأفاضل أو اجتهادا لإدارة الحرمين، بل واجب تحتمه الوظيفة التي كلفوا بها والمسؤولية التي تتحملها الإدارة، ليس لأجل خاطر المصلين داخل الحرمين وحسب، بل ولأجل خاطر عموم المسلمين الذين يتابعون أداء الصلوات في الحرمين الشريفين على الهواء مباشرة عبر الأقمار الصناعية في جميع أصقاع الأرض. فاحفظوا للحرمين الشريفين تميزهما».السطر الأخير : ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
عكاظ 1434/6/3هـ