انتخابات «غرفـة مكـة»
يتجه تجار وصناع مدينة مكة المكرمة بدءا من الغد إلى «صناديق الاقتراع» التي لم تعد صناديق بالمعنى الحقيقي إذ أصبح الناخبون والناخبات يختارون مرشحيهم عبر البطاقات الممغنطة والشاشات الملونة. وهي بلا شك تجربة جديدة ومثيرة ومهمة جدا في خلق مناخ «ثقافة الانتخابات».
وستعلن نتائج الانتخابات مساء الأربعاء بفوز 6 تجار من أصل 31 مرشحا منهم 3 نساء، وفوز 6 صناع من أصل 8 مرشحين. ومن ثم تقوم «وزارة التجارة» بتعيين 6 أشخاص ليكتمل مجلس إدارة «غرفة مكة» بـ 18 عضو مجلس إدارة يختارون في أول اجتماع لهم الرئيس ونائبيه وممثل «غرفة مكة» في مجلس الغرف السعودية. وبغض النظر عن الفائزين فإن التجربة الانتخابية في حد ذاتها تعد هي المربح الأهم. ونتمنى أن يدرك جميع المرشحين البالغ عددهم 39 أن الانتخابات ممارسة حضارية كبرى تدل على الرقي الذي وصل إليه الإنسان الذي يريد أن يعبر عن رأيه ويدافع عن مصالحه عبر منح صوته الغالي لمن يستحق من المرشحين ومن ثم محاسبتهم على الإنجازات والوعود والعمل. ونأمل أن لا نرى مشاحنات وظواهر سلبية تعكر صفو سير العملية الانتخابية. وكم آمل وغيري من أبناء مكة المكرمة أن يدرك الجميع أن أصوات تجار وصناع العاصمة المقدسة أمانة، سنبارك وندعو لمن يحملها بأن يعينه الله على أداء المسؤوليات والمهام المنوطة به. فبعد بناء مقر دائم لـ «غرفة مكة» يتبقى الكثير جدا مما يجب إنجازه وفعله فلا حدود للطموح ولا نهاية للنجاح، فمكة تحتاج لمدينة صناعية عالمية وتحتاج إلى مركز للمعارض الدولية بدلا من الذي تعرض للحريق وتفتقد لمؤتمر اقتصادي تجاري، ولمعهد تدريب أكاديمي، ومركز معلومات ودراسات وأبحاث اقتصادية. كما يحتاج موظفو الغرفة ذاتها لدعم وإعادة تأهيل وتصحيح لكوادرهم الوظيفية وكذلك يحتاج منسوبو الغرفة لمزيد من الخدمات والتسهيلات. كما يجب أن تسهم «غرفة مكة» أكثر في حراك المجتمع المكي على كافة مستوياته.. وأخيرا، ندعو الله بأن يضرب أبناء وبنات المدينة المقدسة مثلا حضاريا يحتذى به في انتخابات «غرفة مكة» لنؤسس لـ «ثقافة الانتخابات» في مملكتنا الغالية.
عكاظ 1434/6/11هـ