شكرا يا أهل مكة
** عاشت مكة المكرمة ــ كما هي في كل عام ــ موسم رمضان وهي تفتح قلبها وساحاتها لقاصدي بيت الله الحرام.. والليلة يجتمع حول الكعبة المشرفة مئات الآلاف من المصلين الذين أنعم الله عليهم بنعمة حضور صلاة التراويح وختم القرآن الكريم بعد أن تلي في أروقة هذا المكان المقدس طيلة ليالي شهر الخير رمضان.. المنظر جميل وعفوي، تضيئه روحانية وقدسية المكان.. وانشغال مئات الآلاف الذين تواجدوا في هذه البقعة الطاهرة، رجالا ونساء، على مختلف أعمارهم وجنسياتهم، انشغالهم بالصلاة والدعاء والطواف والسعي، والأجمل في هذه الصورة رجال الأمن الذين ترى الفرد منهم رغم صعوبة اللغات وجهل وعناد وسلبية البعض من المعتمرين والمصلين، تراهم يتجاوزون عن ذلك باللطف والابتسامة والمرونة في تعاملهم مع الجميع، ويؤدون واجبهم بكل إخلاص وحب وتفانٍ من أجل راحة وأمن وسلامة وطمأنينة من يتواجد في هذه البقعة المباركة.
رجال الأمن، ومعهم شباب مكة المتطوعون، يبذلون جهودا كبيرة من أجل راحة وسلامة كل من يقصد بيت الله الحرام والكعبة المشرفة، وهم ــ حقيقة ــ الصورة الجميلة التي تعكس خلق أهل مكة المكرمة والذين سخرهم الله لخدمة من يقصدون بيته وأنعم عليهم بتولي تلك الخدمة من بين كل سكان الأرض.. وهي شرف لا ينافسهم فيه أحد.
ومع هذه الصورة البيضاء الناصعة لمكة وأهلها وقاصديها، تظهر نتوءات تنشرها صحفنا بين الوقت والآخر سرعان ما يتم بترها حتى لا تؤثر على جمال الصورة، ويبرع رجال الأمن المتنبهون والمتابعون والمراقبون في التقاط ذلك الخبث الأسود من بين بياض المنظر وروحانيته.. ومن ذلك النشالون والمحتالون على المعتمرين، وهم غالبا من الوافدين الذين أتمنى أن تصدر بحقهم أقصى العقوبات وأن يكشفوا ويشهر بهم، وحقيقة فإني لا أكاد أصدق ما أقرأه عن أولئك المجرمين الذين يقعون في يد رجال أمننا.. ولا أدري أي قلب أو ضمير يحمله أولئك حتى يمارسوا جرائمهم في هذا المكان الطاهر. وكل عام وأنتم بخير.
عكاظ 1434/9/28هـ