السدانة لأهلها
الحقيقة تحتاج شفافية، فنحن في نهاية المطاف بشر، نصدق ما يقال، ومن يعمل بشفافية يكسب احترام الناس وثقتهم، والتثبت طريق السلامة، والإنسان يتعلم من الحياة أكثر ممّا يتعلم من المدرسة، وأولى درجات كشف الحقيقة، التصريح بها.
بعد أن تم تداول شائعة تغيير قفل الكعبة، دون الرجوع للسدنة، الذين لديهم تفويض نبوي صريح، ومثبت شرعًا، وضعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي النقاط على الحروف، بتصريح المتحدث الرسمي، الذي أوضح أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي تؤكد أن أعمال المسجد الحرام من سدانة وسقاية ورفادة كلٌ لا يتجزأ، وقد خصّ الله تعالى آل الشيبي بسدانة البيت، ولم تزل الدولة -رعاها الله- توجه بالعناية والرعاية بسدنة هذا البيت لهم، في كل محفل لغسيل الكعبة، حيث يدعى سدنة البيت لفتحه والمشاركة في غسيله، وهذا شيء مطمئن، يارئاسة الحرمين، ويخفف من وطأة الشائعات التي كانت تشكك أن رئاسة الحرمين، لا سمح الله، لها نوايا تهميش السدانة.
جاء تصريح رئاسة الحرمين، ليزيل اللبس، والعودة إلى أصل القضية، قبل خمس سنوات، عندما طلب السادن السابق، رحمه الله، تغيير القفل بعد ملاحظة صعوبة فتح باب الكعبة المشرفة لغسيلها لصدأ القفل وقِدمه وتآكل شيء منه حيث مضى على تصنيعه أكثر من 30 عامًا، وصدر الأمر السامي الكريم لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بإجراء دراسة للموضوع من الناحية التقنية، وقام الفريق العلمي بدراسة القفل الحالي، وأخذ المواصفات للوصول إلى ما يضمن صناعة قفل جديد يليق ببيت الله المعظم، وفي نفس الوقت يتّصف بالقوة والمتانة خصوصًا أن الريش الخاصة بالمفتاح لا تعمل بالشكل المطلوب، ويحتاج الباب لقفل جديد من الذهب عيار 18، وتم عمل تصميم للنموذج الأوّلي، وجرى تجربته، لمعاينة القفل الجديد للتأكد من صلاحيته، من ناحية تقنية بحتة، بأمر لم يستوجب وجود السادن.
بقية للحوار:
مفتاح الكعبة الذهبي عمره 35 سنة، ويحتاج إلى صيانة، وربما تطوير، لا تنازع عليه، فالتطوير مسألة تقنية، لكن السدانة، وأحقيتها، تحكمها نصوص شرعية، لا يقبل فيها العمل إلاّ بركنين: النية المخلصة، والمتابعة للسنة.
المدينة 1434/11/25هـ