من إعجاز كرامات الحجاز ..!
يَلومنا نَحن -الفيسلوف "عبدالرحمن المعمر" والصَّديق "تركي البراهيم" و"أنَا"- يَلومنا خَلقٌ كَثيرٌ عَلى حِرصنا الدَّائم؛ وتشبُّثنا بسُكنَى الحِجاز والإقَامَة فِيهِ، ومَا عَلِمُوا أنَّنا نتّخذ مِن هَذه الإقامَة؛ عِبَادة نَتقرّب بهَا إلَى الله -عَزّ وجَلّ-، حَيثُ تَوافَرت الأحَاديث والدَّلائل والبشَائر؛ عَلى أنَّ سُكنَى الحِجَاز من علَامات البَرَكَة، والتَّمسُّك بعُرى الدِّين الوُثقَى..!
وحتَّى لا يَكون الكَلام "عَرفجيًّا" خَالياً مِن الاستدلَال الشَّرعي، والدَّعم الدِّيني، إليكُم هَذا النَّص، الذي وَجدته في المَوقع الرَّسمي للشَّيخ المَعروف العَلاّمة "صَالح الفوزان" -عضو هيئة كِبَار العُلَمَاء-، حَيثُ سُئل فَضيلته عَن مَدَى صحّة ودَرجة ومعنَى الحَديث القَائِل: "إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا، وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ الأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ، إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي".. فأجَاب فَضيلته قَائلاً: (أمَّا دَرجة الحَديث فقَد روَاه التّرمذي في "سُننه" مِن حَديث "عمرو بن عوف بن زيد بن ملحمة"، عَن أبيه، عَن جدّه -رَحمهم الله- وقَال عَنه: حَديث حَسن، ومَعْنَاه أنَّ الإيمَان والدِّين -في آخَر الزَّمَان- يَجتمع في الحِجَاز، وأنَّه يَعتصم بِه كَما يَعتصم الصّيد برَأس الجَبَل، وأنَّ الإسلَام يَعودُ غَريبًا كَما بَدأ غَريبًا أوّل مَا بُعث النَّبي -صلّى الله عليه وسَلَم- وأنَّ مَن تَمسّك بِهِ فإنَّ لَه الجنّة، فقَد وَرد في معنَى هَذا الحَديث؛ حَديثٌ آخَر رَوَاه مُسلم: "إنَّ الإسلَام بَدَأ غَريبًا وسيَعود غَريبًا كَما بَدأ، وهو يَأرز بَين المَسجدين؛ كَما تَأرز الحيّة إلَى جُحرها". روَاه الإمَام مُسلم في صَحيحه مِن حَديث ابن عُمر رَضي الله عَنهما)..!
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: لَيس أجمَل ولا أعطَر مِن كَلَام المُصطفَى –صَلّى الله عليه وبَارك-، فبُورك في الحِجَاز، وبُورك في أَهله، وبُورك فِيمَا حَوله، مِن شَرقٍ وشَمال وجنُوبٍ وغَرب، حَيثُ تَتمدّد بلَادي الحَبيبَة..!!
المدينة 1434/12/1هـ