منافع تشجير عرفات
.. وإن تعجب فعجب ما نسب لمعالي أمين العاصمة المقدسة معالي الدكتور أسامة البار مما تحدث به في المجلس البلدي ونشرته «المدينة» بتاريخ الخميس 26/12/1434هـ الموافق 30/10/2013م، إذ قال عندما سئل عن تشجير عرفات: «هي مصدر قلق فهي مكمن للبعوض ومخابئ للدواب كالثعابين والعقارب وسنعمل على إزالتها أولا بأول»!!
والواقع أنه تصريح غريب أن يصدر عن أمين العاصمة، في الوقت الذي كان فيه معالي الأستاذ عبدالله عريف عندما كان أمينا للعاصمة المقدسة وإلى أن توفي إلى رحمة الله وهو يناشد كل مقتدر من رجالات مكة المكرمة أن يساهم بتشجير ولو جزء من مشعر عرفات، أو مشعر منى، غير أن الجميع كان يستكثر المبلغ المقدر للمشروع وقدره خمسة عشر مليون ريال. وهو مبلغ كبير بمقياس ذلك الزمن. في الوقت الذي بلغ مقدار مشروع تشجير مشعر عرفات في السنوات الماضية حوالي الألف مليون ريال..
ومما رواه لي المتبرع بتنفيذ المشروع ــ جزاه الله بالخير: أن الأستاذ العريف ــ رحمه الله ــ زارهم في مناسبة احتفلوا فيها بعرفات وهو يبكي بحرقة على شجرة وحيدة بجوار جبل الرحمة كاد يدركها الضمور؛ لأن صاحب المقهى التي تجاوره الشجرة لم يقم بسقياها!هذه واحدة، أما الثانية فهي من الواقع المعاش ما نشاهده من اهتمام الجهات المسؤولة في كافة بقاع الأرض وبلادنا من ضمير بتشجير الشوارع وإقامة الحدائق لتكون زينة للشوارع، ومنتجعا فسيحا مريحا للمواطنين في الحدائق، ومما أذكره في هذه المناسبة أنني كنت في (ألمانيا) من عشرين عاما بمدينة (دورتمند) وأراد المسؤولون عن المرور اقتلاع ثلاث شجرات كانت في مدخل الشارع الرئيسي لتسهيل المرور، فأقامت الأمانة دعوة عاجلة لدى المحكمة لمنع المرور مما أزمعت على القيام به وصدر الحكم لصالح البلدية.
والسؤال هو: يا ترى ألم يشاهد معالي الأمين ذلك الخضار المنتشر في مدن العالم.. أو أنه يريد أن يقضي على ما أصبح فيه منافع للحجاج بدعوى ما قيل عن وجود الحشرات التي يمكن معالجتها دون خسارة مشروع كل الناس تشيد به؟
السطر الأخير:كل العداوات قد ترجى إماتتهاإلا عداوة من عاداك عن حسد
عكاظ 1435/1/6هـ