فوضى البناء في مكة المكرمة
لا أعرف بالضبط ما هي الفلسفة العمرانية والأسس التخطيطية التي يعتمد عليها أثناء «وضع ومستوى وتعدد الأدوار وارتفاعاتها» في مكة المكرمة
فالتفاوت كبير وواضح ومكشوف من مخطط لآخر، فالمدن في الفكر التخطيطي العالمي تؤمن بـ(موت الحي) أو (الحارة) أو (الزنقة) بحسب قول القذافي! وبحسب وصف ابنة شقيقتي جمانة تاج حين تقول لي «خالو انت القذافي؟»
المهم أنه ماتت أحياء وحارات في مكة المكرمة، وقد تتجاوز العشرين حارة بسبب التوسعات
ومكة المكرمة اليوم تعيش نقلة عمرانية كبيرة وواسعة، فهي بحاجة إلى إعادة النظر في نظام الارتفاعات في كثير من الأحياء، ولا نكتفي بالقرار الأخير الذي سمح بالارتفاعات في بعض المناطق وتجاهل الكثير
ولكي نقوم بذلك علينا أن نقضي على (الولاء الورقي) للأنظمة القديمة المتهالكة التي لا تراعي متغيرات ومتطلبات المرحلة وضغوطاتها والإنسان، خاصة عمليات الاستثمار العقاري بمكة المكرمة
فهناك مخططات وأحياء لم يتطور فيها الارتفاع العمراني مثل حي العوالي، حيث إن قيمة الأراضي فيه مرتفعة جدا ولم يسمح فيه بالارتفاع حتى الآن وكذلك مخطط التخصصي والبوابة، فقيمة الأراضي مرتفعة جدا والمخطط كبير واستطاع أن يستوعب كثيرا من أصحاب المساكن والعقارات التي هدمت في التوسعة الأخيرة ولكن حتى الآن لم يدرس هذا المخطط دراسة جادة لإعادة النظر في عدد الأدوار وزيادتها
فينبغي لأمانة العاصمة المقدسة إعادة النظر في مثل هذه الأحياء والمخططات والسماح بزيادة في ارتفاع الأدوار وهذا الطلب حملني إياه كثير من أهل مكة المكرمة المباركين والذين لم يستفيدوا من معطيات القرار الأخير المرتبط بنظام الارتفاعات
فهل تستجيب الأمانة لهذه المطالب المشروعة وتعيد النظر في شكل ومستوى بعض المخططات والأحياء؟ والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض، وساعة العرض، وأثناء العرض
صحيفة مكة 1435/4/7هـ