ملاحظات لأمانة العاصمة المقدسة

لا يوجد شارع في مكة المكرمة إلاّ ونجد فيه لوحات إعلانية عدة تهيب بالمواطنين والمقيمين عدم التردد في الاتصال بعمليات الأمانة رقم 940 في حالة وجود أي مخالفة تتعلق بالأعمال البلدية، وكل من يقرأ هذه اللوحات المنتشرة على أعمدة الإنارة يظن أن ملاحظته أو شكواه ستصل إلى آذان صاغية واستجابة فورية من المسؤولين، خاصة عندما يرد موظف العمليات ويأخذ من المتصل ملخص الشكوى وتوثق باسم المبلّغ ورقم سجله المدني وفق نظام شموس الأمني. وبعد الانتهاء من المكالمة الهاتفية تصل إلى جوال الشاكي رسالة نصية تحمل رقم البلاغ.

وهذه خدمة جديرة بالتقدير والثناء إذا تم تفعيلها بشكل صحيح وجاد، لأنها تصب في الصالح العام ومعالجة القصور في الخدمات البلدية، ولكن مع الأسف الشديد أن كثيرا من الشكاوى والملاحظات لم تلامس آذان بعض المسؤولين عن الخدمات البلدية، ولم يتم التفاعل الأمثل مع تلك الملاحظات، وهذا مما يصيب المواطنين بالإحباط، وقد كثرت الشكاوى من هذا الإهمال وعدم التجاوب مع الملاحظات،

والدليل أنني في مساء يوم الأحد 22 / 5 / 1435هـ كنت أسير خلف ونيت رش المبيدات الحشرية رقم 212 في مخطط الشافعي، وأثناء سيرها كان العامل يرش المبيد السائل على حاويات النفايات وأحيانا يصيب الهدف وأحيانا لا يحسن التصويب لأن سائق «الوانيت» لم يقف ولم يهدّئ السرعة، ناهيك عن ترك بعض الحاويات في نفس المسار بدون رش، لأن السائق مشغول بالكلام مع المرافق، فوقفت ووجهت للسائق والمرافق ملاحظتي، واتصلت على الرقم 940 وأبديت لموظف خدمات العملاء تذمري من هذا الوضع المتردي في أداء الخدمة التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة،

ولكنها خدمة متدنية لم تحقق الأهداف المرجوة، والضحية التي يدفع ثمنها الوطن والمواطن، علما بأن رقم البلاغ هو 21777 وكنت أنتظر اتصالا من أي مسؤول للتحقق من الشكوى ولكن دون جدوى. وهذا مصير كثير من البلاغات التي تصل إلى خدمات العملاء 940 حسب إفادة عدد من المواطنين.

هذا بالإضافة إلى أنني لاحظت سيارة رش المبيدات التي تجوب الشوارع والأزقة في حي السبهاني لم يقم العامل بتشغيل جهاز الرش إلا نادرا، فما جدوى تجواله دون تشغيل جهاز الرش؟ إن هذه العمالة تقوم بالمهمة على مزاجها في غياب الرقيب والحسيب.

نرجو من المسؤولين في أمانة العاصمة المقدسة وضع حد لهذا الاستهتار في أداء واجبات الوظيفة، وبالمحاسبة للمقصرين حفاظا على المصلحة العامة.

المصدر : صحيفة مكة 1435/5/26هـ