ماذا يريد المواطن "المكي"؟
الحديث أحياناً في الماضي بإغراق كبير قد لا ينفع، ولكن ما ينفع كثيراً هو التفكير في المستقبل. لذا دعونا نتساءل بإلحاح: ماذا يمكن أن تقدم البلديات الفرعية وأمانة العاصمة المقدسة للإنسان المكي حتى يرضى؟ وهنا أقصد بـ»الإنسان» المواطن والمقيم على حد سواء، وماذا يمكن أن تفعل هذه الجهات حتى يغير الإنسان المكي صورة «البلدية» الموروثة والمنقولة له من آبائه وأجداده؟ بطبيعة الحال الإجابة يملكها أمين العاصمة المقدسة ومن يعمل معه في رئاسة البلديات الفرعية بمكة المكرمة وأقسام «الأمانة» الرئيسية.
دعونا نطرح تساؤلاً مهما: ماذا يريد المكي من «الأمانة» و»البلديات» حتى يرضى عن أدائها؟ في الغالب الإجابة يعرفها الجميع، ولكن تكمن «المعضلة» في تحقيق «الإجابة» والوصول لإرضاء ابن مكة.
مثلاً يأمل المكي أن تتمتع مدينته بنظافة تضاهي مستوى النظافة في المدن العالمية، وهل يعقل أن تكون «النظافة» التي هي في ديننا من «الإيمان»، والمدينة التي هي منبع «الإيمان» تنقصها النظافة في بعض الأحياء؟! كما يأمل المكي أن يتم الإسراع في تجميل «مداخل» مكة، بما يضفي عليها هيبة وتميزا كالمدن العالمية.
كما يتمنى المكي أن تحل قضية «الأحياء العشوائية»، فهل يعقل أن يوجد في مكة ٦٦ حياً عشوائياً بشهادة أمين العاصمة نفسه؟ كما يتوق المكي لرؤية مساحات خضراء يمتع بها عينيه، مدينة مثل نيويورك الأمريكية بها مئات الحدائق العامة منها حديقة «سنترال بارك» التي يساوي حجمها ١٠٪ من حجم المدينة، وتعتبر أحد أكبر حدائق العالم، مدينة لندن بها مساحات خضراء شاسعة منها حديقة «هايد بارك» التي تعتبر الأكبر في العالم.
نعلم بطبيعة الحال أن هناك فرقاً جوهرياً يتمثل في أجوائنا المناخية القاسية، ولكن من الممكن تخصيص مساحات عامة وابتكار طريقة لهندسة متنزهات كبيره بأفكار إبداعية تتناسب مع أجوائنا، وقد سبق أن صدر أمر بتخصيص حديقة عامة في مكة المكرمة ولكنها لم تنفذ حتى اللحظة، وهنا نقف لنتساءل: أين يكمن التقصير في هذا الأمر؟ ومتى سيرى «المكي» والحاج والمعتمر هذه الحديقة؟
«المواطن» في مكة يريد أيضاً تحسين جودة الخدمات المقدمة إليه. وهناك حتى الآن أحياء بأكملها تعتبر من الأحياء الحديثة نسبياً ولا يوجد بها ماء ولا مجارٍ ولا شوارع تسر الناظرين، فضلاً عن مخططات «ولي العهد» التي لم تصلها الكهرباء حتى الآن! كما يأمل «المكي» أن تحافظ مدينته على تاريخها وتراثها وعراقتها.
فمكة مدينة لها تاريخ عريق. ولكن يتساءل الجميع أين ذهب هذا التاريخ وأين انعكاساته على العمارة والشوارع ومسمياتها؟ وكيف لنا أن نصور لأبنائنا تاريخ مكة، فلا هو ظاهر في مبانيها ولا شوارعها وليس لها آثار معتنى بها ولا يوجد بها متحف يستحق الزيارة. ونحن نتمنى فقط أن نحفظ تاريخنا وتراثنا.
صحيفة مكة 1435/7/1هـ