للإحاطة: بقي 18 يوما ليظلنا شهر رمضان
عودتنا بعض الجهات على إعطائنا انطباعاً بأن شهر رمضان قد باغتهم وفاجأهم بقدومه.. هذا رغم أننا في كل عام نكرر الدعاء على مدى شهرين قبل حلوله بأن يبلغنا إياه الله عز وجل..
فعلى سبيل المثال منذ سبع سنوات ومنذ بدء أعمال توسعة المسجد الحرام ونحن نرى أن الأعمال البلدية والخطط الخاصة بحركة المشاة والمركبات لم تكتمل وتبقى ما يقترب من منتصف الشهر وهي كذلك..
فمسارات المشاة الموصلة إلى المسجد الحرام غير ممهدة وغير مضاءة وحتى غير نظيفة.. ومسارات المركبات غير مخططة برغم توافر مساحات غير مسبوقة تساعد على تخطيط حركة المرور بشكل أفضل وأكثر انسيابية، وعلى توفير مواقف مخصصة لكل نوع من وسائل النقل العام..
وما يظهر للمراقب للأوضاع داخل المسجد لحرام وما حوله يشي بأن الجهات المعنية لم تتنبه لقرب حلول الشهر الكريم.. ففي المسجد الحرام لا يزال ما يقرب من ثلثي مساحات صحن المطاف والرواق وتوسعة الملك سعود مغلقة أمام المصلين وكذلك المطاف في جميع الأدوار العليا.. وحول المسجد الحرام لم يتم حتى الآن إعداد مسارات المشاة المؤدية إليه، سواء من جهة الغزة أو من جهة جبل الكعبة والتي كانت خلال شهر رمضان الماضي في أسوأ أوضاعها بمقارنة بالرمضانات التي سبقته، وبما لا يليق لا بمكانة المسجد الحرام ولا بمكانة زواره، ولا بحجم ما توفره الدولة من دعم وميزانيات مفتوحة لمشروع التوسعة (تكلفة + الربح Cost-plus contract) إذ لا قيود على الإنفاق من أجل تنفيذ مشروع التوسعة وما يحتاجه من مرافق ومن نفقات أثناء الإنجاز بما يحافظ على تحقيق مبدأ الراحة والاطمئنان لزوار المسجد الحرام وبما يليق بمكانته وقدسيته ومكانة زواره..
أتردد منذ أكثر من عشر سنوات على دبي، وتم خلال هذه الفترة تنفيذ عدد كبير من المشاريع العملاقة، ولم أصادف أن وجدت أثراً لتلك المشاريع خارج حدودها، لدرجة أنني أتوقع أن المركبات التي تنقل من وإلى مواقع المشاريع يتم تنظيفها وإزالة ما يعلق بها قبل خروجها من مواقع العمل إلى الشوارع؛ بينما شركات المقاولات عندنا استمرأت إتلاف الشوارع وفرشها بالأتربة وبمخلفات سيارات نقل الخرسانة الجاهزة، وبالتالي إيذاء الناس والمركبات وتلويث البيئة بشكل عام، وكل ذلك في ظل غياب شبه تام للجهات البلدية والجهات المعنية بصحة الناس وحماية حقوقهم..
فيا أيها المسؤولون: رمضان على الأبواب، فشمروا واعملوا على تهيئة الطرقات والممرات بما يليق بمكانة مكة وبقدْر أهلها وزوارها، ويحقق لهم الراحة والاطمئنان، ويمكّنهم من الاستمتاع ببيت الله الحرام وروحانياته..
وتقبل الله طاعاتكم وصالح أعمالكم وعظّم مثوبتكم جزاء إكرام جيران بيت الله وزواره.
صحيفة مكة 1435/8/11هـ