ماء زمزم.. أسرار معجزة الشفاء
لماذا لا تُعبّأ مياه زمزم في زجاجات، وهذه الزجاجات توضع في ثلاجات على أبواب الحرم بعيدًا عن أماكن الصلاة؟
ورد في ماء زمزم وقدرته الشفائية أحاديث نبوية منها: قوله صلى الله عليه وسلم (ماء زمزم لما شرب له، إن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذًا أعاذك الله، وإن شربته لشبعك أشبعك الله، وإن شربته لتقطع به ظمأك قطعه الله). وقوله صلى الله عليه وسلم: (ماء زمزم شفاء لكل داء)، وقوله: (التضلع من ماء زمزم براءة من النفاق).
والمتأمّل في هذه الأقوال بعمق يتجه تفكيره إلى مكونات هذا الماء المعجزة، والتي تحقق الشفاء. ففي أي عنصر من عناصر تلك المكونات يكمن سر المعجزة. هل هو في الرقم الهيدروجيني لماء زمزم وبالذات عند المصدر الرئيسي الذي ينبع من تحت الكعبة؟ والتي عملت لها دراسات كيميائية وميكروبيولوجية قِيل إن نتيجتها باختصار شديد، أنها خالية من أي تلوث بكتيري؟ فهل عدم التلوث البكتيري يكمن في أنها تحتوي على كمية عالية من الأوكسجين المذاب، أو أن معجزة الشفاء تكمن أيضًا في نسبة الأوكسجين المذاب؟ هذا في ظل معرفتنا أن 90% من غذاء الجسم يستمد من الأوكسجين، وأن 10% فقط من المغذيات الأخرى. وأن المياه المضاف إليها الأوكسجين مفيدة في حالات مرضية كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر: الإعياء، السمنة، جفاف البشرة، ارتفاع ضغط الدم... الخ، هذا بالإضافة إلى أن المياه المزودة بكميات إضافية من الأوكسجين تمد خلايا الدماغ بكميات إضافية من الأوكسجين ممّا يحسن عمل المخ؟ وأكثر من ذلك فإن لها مفعولاً مضادًا للبكتيريا والفيروسات؟ فهل تكمن معجزة الشفاء في ماء زمزم في زيادة نسبة الأوكسجين المذاب بها؟ وأن زيادة هذه النسبة هي وراء خلوها من التلوث البكتيري؟.
أم هل يكمن ذلك في الرقم الهيدروجيني PH وما هو ذلك الرقم بالتحديد؟ الذي قد يكون السبب المباشر في معجزة الشفاء؟ فمياه الينابيع الفرنسية رقمها الهيدروجيني 7.2- 7.6، والمياه المعدنية الإيطالية Panna رقمها الهيدروجيني 8.1؛ لذلك فهي تحمل مواصفات صحية أفضل من غيرها من المياه؟
نحن على يقين، تمام اليقين، أن ماء زمزم يفوق هذه المياه الطبيعية المعدنية من حيث النقاء، ومن حيث الفائدة الصحية، بل ويزيد بمقدرته على الشفاء من الأمراض. فهلّا عرفنا وعرّفنا العالم على هذه المكونات المعجزة؟.
النقطة الثانية التي نتساءل عنها هي عن المصادر الثانوية لماء زمزم الآتية من منطقة الصفا والمروة، والمصادر الفرعية الصغيرة بين أحجار البناء والتي تخرج منها المياه بكميات متفاوتة، هل هي بنفس درجة نقاء الماء الذي يأتي من الفتحة الرئيسية من تحت الكعبة؟ وإذا كان الجواب بالنفي، فهل يمكن فصل المصدر الرئيسي الذي يأتي من تحت الكعبة عن المصادر الثانوية والفرعية؟ وإذا كانت الدراسات قد أكدت خلو ماء زمزم من التلوث البكتيري؟ فلماذا يتم تعقيمها بالأشعة فوق البنفسجية؟ وهل تلك الأشعة لها مؤثرات سلبية على مكونات ماء زمزم؟.
وهناك ألم يغص في النفس من منظر الأوعية التي توضع فيها مياه زمزم في الحرم، لأن منظرها غير حضاري من جهة، وغير صحي، وهو الاهم، من جهة أخرى! والأوعية تأخذ حيزًا مكانيًّا في الحرم فكل وعاء يشغل مكان شخص صغير الحجم، والاستغناء عنها يفسح المكان للمصلين خصوصًا في أوقات الذروة مثل شهر رمضان، وفترة الحج. ومن حيث إنها غير صحية فالناس يقومون بكشف أغطية تلك الأوعية ويدخلون أيديهم بداخلها هذا وحدّث ولا حرج عن الكؤوس التي يشربون منها، ثم إعادتها إلى مكانها، وليس التخلّص منها كما هو مفروض. وبهذا تكون المياه مصدرًا للتلوث وليس للشفاء.
ونحن نتساءل: لماذا لا تُعبّأ مياه زمزم في زجاجات، وهذه الزجاجات توضع في ثلاجات على أبواب الحرم بعيدًا عن أماكن الصلاة. أليست هذه معاملة حضارية تليق بماء زمزم، وبمعجزة الشفاء فيها؟ فلا أحد يمكنه كشف الغطاء، ولا وضع يده بداخلها، كما يُفعل بالأوعية الحالية؟.
إن استعمال هذه الآنية غير آمن من الناحية الصحية، حتى وإن نُظّفت، حتى وإن عُقّمت. إن تعبئة الزجاجات من المصدر الرئيسي وإحكام إغلاقها أتوماتيكيًّا يحقق معجزة الشفاء، حيث لا يمكن أن تتعرض لأي نوع من أنواع التلوث. إن ماء زمزم له طعم رائع مختلف، وله قوة شفائية، لا يمكن الاستمتاع بذلك الطعم، ولا يمكن الاستفادة من المعجزة الشفائية، وهو موضوع في تلك الأوعية.
أعيدوا لزمزم قوتها الشفائية؛ بتعبئتها من المصدر الرئيسي، وجزاكم الله خيرًا.
المصدر : جريدة المدينة /7 شوال 1429هـ