لماذا وادي مكة للتقنية؟
وادي مكة للتقنية هو حديقة العلوم والتقنية بجامعة أم القرى، ويهدف إلى إيجاد بيئة محفزة وداعمة للإبداع والابتكار وريادة الأعمال بمكة المكرمة. وفكرة المشروع مطبقة في مدن كثيرة بالعالم ويوجد أكثر من 400 حديقة عضوا في الاتحاد الدولي لحدائق العلوم والتقنية ومناطق الابتكارـ وفي المملكة يوجد وادي الظهران التابع لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن ووادي الرياض بجامعة الملك سعود ووادي جدة التابع لجامعة الملك عبدالعزيز وحديقة البحث والابتكار التابعة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وتشمل حدائق العلوم والتقنية حاضنات الابتكار وحاضنات الأعمال ومسرعات الأعمال ومراكز البحث والتطوير، وتخدم كلا من الباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال، وتقدم خدماتها للشركات الناشئة التي تحاول تحويل الابتكارات إلى منتجات وخدمات، وكذلك الشركات المحلية والعالمية التي تحتاج إلى البحث والتطوير والابتكار لتنمية منتجاتها وخدماتها تحقيقا للاستدامة والنمو.
انطلقت الفكرة بجامعة أم القرى منذ ثلاث سنوات بمباركة ودعم من مدير الجامعة، وبدأ البناء والتشييد منذ شهر، مرورا بخطوات تأسيس شركة وادي مكة للتقنية ثم وضع الخطة الاستراتيجية وخطة العمل والمخطط العام للوادي بمساحة 400000 متر مربع بالعابدية. وبتكلفة تقديرية 4 مليارات ريال، ويتم تنفيذ أعمال البناء والتشييد على مراحل ثلاث خلال عشر سنوات.
مكة المكرمة تشكل بيئة خصبة للإبداع والابتكار لما تشهده من تحديات أثناء موسمي الحج والعمرة في مجالات مختلفة مثل النقل وإدارة الحشود والصحة والإسكان والخدمات المختلفة، وتشكل هذه التحديات فرصة ثمينة وبيئة خصبة للإبداع والابتكار في إيجاد تقنيات وحلول تساهم في تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
كما أن خصائص شباب منطقة مكة المكرمة تشكل ميزة نسبية. فطبيعة عملهم في مواسم الحج والعمرة أكسبتهم مهارات وصفات تسهم في بناء شخصية ريادية.
إن النمو المطرد للبحوث المدعمة من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية لجامعة أم القرى خلال السنوات الأخيرة من خلال وحدة العلوم والتقنية بالجامعة يشكل مكمن قوة يسهم في بناء القدرات البحثية والابتكارية لأعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعة، مما يشكل نواة هامة في بناء القدرات اللازمة لوادي مكة للتقنية.
وما حققته جامعة أم القرى من تسجيل أول 100 براءة اختراع بمكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية بأمريكا يشكل مؤشرا على القدرة الكامنة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب والمجتمع على الإبداع والابتكار، وهذا تم تحقيقه من خلال الخدمات التي يقدمها مكتب إدارة الملكية الفكرية بالجامعة والذي تم تأسيسه منذ ثلاثة أعوام.
وفوز جامعة أم القرى بتمويل مركز الابتكار التقني في نظم المعلومات الجغرافية من خلال برنامج مراكز الابتكار التقني بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية يشكل نقلة نوعية في تعزيز الابتكار التقني، وقد سجل المركز خلال فترة وجيزة عددا من براءات الاختراع ويسعى الآن لتحويلها إلى منتجات من خلال شراكة مع شركات محلية وعالمية.
كما أن مركز التميز في النقل وإدارة الحشود أحد المراكز الهامة بالجامعة الحاضنة للابتكار في هذين المجالين الهامين لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة يشكل ميزة تنافسية لإنتاج التقنية ونقلها إلى المجتمع والصناعة.
ووجود برنامج مسرع الأعمال بجامعة أم القرى يوفر ميزة تنافسية لتحويل ابتكارات الشباب إلى منتجات وخدمات تجارية. تساعد الشاب أو الشابة على الانتقال من الفكرة إلى السوق والصناعة. من خلال تأسيس شركات ناشئة. مستفيداً من الدعم الذي يوفره كرسي المعلم محمد بن لادن للإبداع وريادة الأعمال الذي يدعم البحث والتطوير لابتكارات الطلاب وصناعة النماذج الأولية لها.
ويقدم معهد الإبداع وريادة الأعمال، الذي أسس منذ عامين بالجامعة، الخدمات الأكاديمية والبحثية المطلوبة من قبل أعضاء هيئة التدريس والطلاب بكافة كليات الجامعة، ويقدم الدعم للباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال.
وفي المرحلة المقبلة سيركز وادي مكة للتقنية على مرحلة مهمة وحيوية وهي دعم التحول التجاري للابتكارات لتنتقل من الجامعة إلى المجتمع والصناعة. وهي مرحلة تحتاج للشراكة الفاعلة مع القطاعين العام والخاص لتحقيق الأهداف المرجوة. وكذلك بناء حديقة العلوم والتقنية التي ستوفر البيئة الحاضنة للمبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال.
صحيفة مكة 1436/1/6هـ