التصور المستقبلي للمسجد الحرام
تعتبر التوسعة العظيمة للمسجد الحرام التي بدأت في عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله وسوف تكتمل بإذن الله في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وفقه الله مرحلة من مراحل التوسعة حسب التصور العام للتوسعة الشاملة التي قد تكتمل ذات يوم فتصبح مباني الحرم الشريف دائرية ونقطة الارتكاز فيها هي الكعبة المشرفة وتصبح صفوف المصلين دائرية أيضا في جميع أنحاء الحرم فيسهل على المصلين قاطبة حتى لو وصل عددهم لعدة ملايين الاتجاه إلى عين الكعبة وكأنهم في صحن المطاف.
ومن الملاحظ أن التوسعة الجديدة المنفذة شمال المسجد الحرام «هلالية» الشكل حيث تمتد من الشرق باتجاه الغرب مرورا بالشمال على شكل قوس كبير يمثل في حجمه نحو ثلث الشكل الدائري المرتقب لمباني الحرم المكي الشريف، فإذا شاء الله وتواصلت ولو بعد سنين عديدة عملية إكمال جزء آخر من القوس سواء من جهة الشمال الغربي أو من جهة الجنوب الشرقي فإن مباني المسعى سوف تصبح داخل الحرم تماما ويكون وراءها مبان للصلاة تشكل ذلك الجزء من القوس أما إن تم البدء مستقبلا في إكمال جزء آخر من القوس من جهة الشمال الغربي باتجاه جنوب المسجد الحرام فقد يعترض المشروع بعض المعوقات التي تحتاج لفتوى من هيئة كبار العلماء لأن في الجهة الغربية مقابر « الشبيكة » وهي مقابر موجودة منذ العصر الجاهلي وتوجد مصادر تاريخية تشير إلى وجود صحابة مدفونين فيها قتلوا في معركة حصلت جنوب مكة عندما أراد الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه دخول أم القرى من أسفلها في الوقت الذي دخل فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم أم القرى من أعاليها سلما، ولكن الوحدة العسكرية التي يقودها سيف الله المسلول اصطدمت ببعض سفهاء قريش «المِسْفَلاوية!»
فاستشهد في المعركة بعض الصحابة وقتل من المشركين عدد أكبر فدفن الشهداء في مقابر الشبيكة ولا أعلم إن كان ما جاء في تلك المصادر مؤكدا ولذلك أرجع في تأكيده من عدمه للعالم المكي الباحث الكبير الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان الذي له باع طويل في العديد من الدراسات والبحوث عن مكة المكرمة نال عن إحداها جائزة الملك فيصل واستحق التكريم في الجنادرية.
وعلى أية حال فإن ما جرى ذكره تخطيط وتصور مستقبلي يجري التحاور حوله في جهات التخطيط وقد لا يمر كبير وقت حتى تبدأ في المسجد الحرام توسعة جديدة من الجهات الأخرى ليصبح ذات يوم دائرة كاملة وما ذلك على الله بعزيز.
عكاظ 1436/6/4هـ