فؤاد سندي.. مكي بمواهب مختلفة

 

لعلني من أكثر من عمل في مجال التربية والتعليم معرفة وقربا من الأستاذ الدكتور المثقف التربوي والأكاديمي فؤاد محمود سندي رحمه الله، والذي انتقل إلى رحمته تعالى الخميس 20 جماد الثانية 1436ه في مكة المكرمة، وذلك لأنني على مدى 27 عاما في إدارة مدرستي الملك خالد والرحمانية الابتدائية في مكة المكرمة في الفترة من محرم 1399هـ وحتى ذي الحجة 1425هـ

هذه الفترة التي تجاوزت ربع قرن التقيت خلالها بالدكتور فؤاد مرات عديدة مشرفا على الزملاء في شعبة اللغة العربية، ثم مشرفا في المدرسة الرحمانية، ووقفت على ما يقوم به رحمه الله من أعمال كبيرة ولقاء المعلمين ونقل الخبرات حتى كسب محبتهم ولازالوا يذكرون له الفضل بعد الله وكان يُعالج السلبيات بأسلوب العالم والمثقف والأب، ولا أذكر خلال هذه الفترة الطويلة أن وجدت منه ما يسيء لمعلم أو اداري، بل كان مثالا للأخلاق الكريمة الفاضلة، والتعامل المكي مع الناس، إذ يمثل الدكتور فؤاد شريحة من رموز البيوت المكية التي تميزت بحسن الخلق والتواصل مع الناس.

و تواضع كبير حتى مع تلامذته الذين علمهم اللغة العربية سواء في مدرسة العزيزية الثانوية بمكة المكرمة في الثمانينات الهجرية أو غيرها، وهم اليوم من أبرز رجال المجتمع، وكان عندما يذكرهم أو يذكروا أمامه يعتز بهم ويفاخر.

إن سيرة الدكتور فؤاد سندي مشوار طويل عمره أكثر من 6 عقود، مابين الدراسة والتدريس، والبحث والتأليف وحرصه على نيل الدرجات العليا وتدريسه في جامعة أم القرى، ورئاسته لشعبة اللغة العربية بتعليم العاصمة المقدسة فترة طويلة، وهو يحمل ماجستير أدب ونقد وماجستير نحو وصرف ودكتوراه في اللغويات مع مرتبة الشرف الأولى، وأختير مشرفا مثاليا ونال جائزة الأداء المتميز، إلى جانب دبلومات في الدراسات الأسلامية ، وتدريسه في صنعاء واسلام أباد، وبرنامجه الاذاعي "لمحات لغوية من القرآن الكريم عبر اذاعة نداء الاسلام واذاعة البرنامج الثاني، ومؤلفاته الكبيرة التي ركز في أكثرها على سير الأنبياء واعجاز كلام الله، والملتقى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعجائب القرآن اللغوية وغيرها.

لذلك فان الدكتور فؤاد سندي حباه الله بالتوفيق والقدرة على القيام بالعديد من الأعمال واعطاء كل مجال حقه من الوقت والجهد، زد على ذلك أنه في سنواته الأخيرة يحرص على حضور الدروس الشرعية لدى الكثير من بيوتات مكة المكرمة، ومما يميزه عباراته المكية ولطفه وحرصه على أن يكون مقبولا وناجحا، بين كل من عرفه، ولن أستطيع أن أقول كل ما يستحقه العزيز جدا الدكتور فؤاد سندي 

وأذكر أنه فرح كثيرا عندما اهديته كتابي "حياة في الصحافة والتربية" والذي صدر في ربيع الثاني العام الماضي 1435ه وأشعرني بسعادة كبيرة وهو يهاتفني بعد قراءته بل كان يشعرني طوال علاقتي معه بالود 

رحم الله المثقف والتربوي والأكاديمي الأستاذ الدكتور فؤاد محمود سندي وعوضنا عنه الخير في غيابه عنا وعن أسرته وأحبائه، ونسأل الله أن يجمعنا به في مستقر رحمته، مع والدينا وأحبائنا، وانا على فراقك لمحزونون

مقال خاص بموقع قبلة الدنيا بقلم الاعلامي و التربوي ا.خالد محمد الحسيني نشر بتاريخ 1436/6/20هـ .