نادي الوحدة إلى أين؟
أعترف بداية أنني لست بالكاتب الرياضي المحترف، فثقافتي الرياضية منحصرة في متابعة بعض مباريات الدوري والكأس، أما عقود اللاعبين ومرتباتهم فثقافتي فيها منحصرة فيما تنشره الصحف من أخبار حولها.
وما جعلني أتحدث في المجال الرياضي اليوم، يعود للأوضاع التي يعيشها نادي الوحدة بمكة المكرمة، فالنادي الذي كان واحدا من أكثر الأندية شعبية بالمملكة غدا اليوم يصارع لا للبقاء في مصاف أندية الدرجة الممتازة التي أصبح دوريها يطلق عليه «دوري عبداللطيف جميل»، بل للظهور بمظهر يليق به ككيان رياضي يلتزم بتقديم خدماته للناشئة والشباب ويسعى لتنمية قدراتهم والاستفادة من مواهبهم وشغل أوقات فراغهم برياضة مفيدة وثقافة جيدة.
غير أن ما نتمناه لا نراه فالأوضاع المالية التي يتحدث البعض عنها بأنها السبب في تذبذب أوضاع النادي ليست هي السبب فيما يشهده النادي من أزمات، لكن الإجراءات المالية والإدارية التي تم اتخاذها قبل تولي الإدارة الجديدة مسؤوليتها بفترة قصيرة، شكلت عائقا كبيرا للنادي وموقفا صعبا لمن سيتولى رئاسة النادي أو حتى عضويته، وقبل فترة التقيت بأحد الإخوة أعضاء مجلس إدارة النادي والذي كشف بشكل مؤلم ما صدر من قرارات قبل توليهم تضمنت زيادة مرتبات العاملين بالجهازين الإداري والفني بالنادي لكل الألعاب بنسبة تجاوزت الـ100%، وقلت له صراحة إن النادي سيكون مقبلا على أزمة كبرى، ليست مالية بل جماهيرية أيضا، فأي قرارات سيتخذها المجلس سواء تمثلت في تخفيض المرتبات أو تقليص عدد العاملين وضبط الميزانية بين الواردات والمنصرفات بما يضمن صرف المرتبات بشكل منتظم للجميع ويوفر الكثير من الأعباء، ستؤدي إلى إحداث حالات من القلق الداخلي، وإثارة الجماهير تجاه الإدارة وإظهارها كإدارة فاشلة!وإن بقيت الإدارة صامتة فليس أمامها من حلول تمكنها التوصل لضمان صرف المرتبات بشكل منتظم، واستقطاب النجوم من داخل المملكة وخارجها في ظل غياب الداعمين من أعضاء الشرف الذين ملأت الصحف كلمات عشقهم ومحبتهم لنادي الوحدة وهم بعيدون عنه.
وأوضحت له صريحة أن من تولى أو سيتولى إدارة النادي حاليا أو مستقبلا سيجد نفسه محرجا ومنبوذا من الكثيرين، فمن ينبذه اليوم وغدا لا يعرف حقيقة الأوضاع الداخلية التي يعيشها النادي، فكل إدارة تأتي تجد أمامها كما من المشكلات المالية والقرارات الإدارية الصعبة، ومن يدعون أنهم أعضاء شرف وداعمون للنادي لهم شروطهم في الدعم، أولها أن يكون الرئيس هو من يرغبونه، وأن يمنحهم الصفوف الأولى في كل مباراة أو اجتماع يعقد، وأن يلتزم بتنفيذ قراراتهم الإدارية والفنية، وإن رفض ابتعدوا عنه، أما إن وافق فإنه سيتحول إلى دمية متحركة بأيديهم، وهذا ما لا يقبله الكثيرون، ومن أجل هذا نرى أن رؤساء الوحدة يهربون الواحد تلو الآخر، حتى من يدفع من جيبه، كما حدث مع البعض منهم وآخرهم الأستاذ/ حازم اللحياني الذي قدم الكثير من الدعم المادي والمعنوي للنادي، وحينما وجد أنه سيتحول إلى دمية متحركة بأصابع البعض فضل الابتعاد عن المجال الرياضي كليا.
وأتمنى من إدارة الوحدة برئاسة الأستاذ هشام مرسي أن تكون أكثر قوة وشجاعة في اتخاذ القرارات، ويدرك كل أعضائها أن النادي ملك للجميع، ومن يدعمه لا يمكن أن يفرض رأيه مهما كان دعمه.
صحيفة مكة 1436/10/17هـ