حفل تنسيقية أرباب الطوائف
في كل عام تقيم وزارة الحج حفلها السنوي بمحافظة جدة لتكريم رؤساء مكاتب شؤون الحجاج ـ بعثات الحج ـ كعادة سنوية سارت عليها الوزارة منذ سنوات عدة مضت، وفي عهد معالي وزير الحج الأسبق السيد إياد بن أمين مدني أدخلت الوزارة ضمن احتفالها السنوي برؤساء مكاتب شؤون الحجاج، برنامجا آخر تمثل في تكريم الإعلاميين، صحفيين كانوا أو إذاعيين أو تلفزيونيين.
وخلال موسم حج العام الماضي 1436هـ لفت نظري الغياب الواضح لاحتفالية وزارة الحج، ومن باب البحث عن الأسباب في الغياب، سألت وبحثت حتى وصلت لمعلومة مفادها أن الوزارة ألغت الاحتفالية بسبب حادثة التدافع التي تعرض لها حجاج بيت الله الحرام بمنى وذهب ضحيتها عدد منهم، وإن كانت هذه المعلومة صحيحة فهذا تأكيد على أن كل مسؤول بالدولة اعتبر أنه من المعيب إقامة احتفالية تتحدث عن نجاحات حققت وهناك حجاج أبرياء قضوا نحبهم بحادثة مؤلمة.
وهنا ينبغي للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف - التي تضم «المطوفين، الوكلاء، الأدلاء، الزمازمة» والذين يتولون بشكل مباشر خدمة حجاج بيت الله الحرام منذ وصولهم لأراضي المملكة، وحتى مغادرتهم لها - أن تكون سباقة في البعد عن أي مظهر من مظاهر الاحتفالية وأكثر حرصا على الالتزام بالنهج الذي قامت به وزارة الحج، وأن تقتدي بها فيما قامت به، فمن المعيب عليها ـ أي الهيئة ـ أن تسعى لإقامة احتفالية مضمونها يحمل كلمات شعرية منمقة وعبارات شكر وثناء لنجاح تحقق لا نظير له، وهناك حجاج ذهبوا ضحايا في حادثة مؤلمة، وما زالت اللجنة المكلفة بالتحقيق فيها تتابع مجرياتها.
وقبل أن نطالب وزارة الحج - باعتبارها الجهة المشرفة على أعمال مؤسسات أرباب الطوائف - بالعمل على مطالبة الهيئة بإلغاء احتفاليتها، فإننا ندعو الهيئة إلى أن تقدم مبادرتها، وتعلن سعيها لإلغاء هذه الاحتفالية، وتعمل على تحويل مبالغ الاحتفالية لصالح برامج التوعية للحجاج، وتسعى لدعم اللجنة المكلفة بالتحقيق في الحادثة وتزويدها بالمعلومات المتوفرة لديها.
وينبغي للهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف أن تسعى لتبني برنامج توعوي موحد يتضمن تزويد الحاج بكل المعلومات التي يحتاج إليها، منذ وصوله لأراضي المملكة وحتى مغادرته لها، والتي تساعده على أداء فريضته بكل يسر وسهولة، وأن تبتعد عن مظاهر الاحتفاليات، التي قد تأتي نتائجها سلبا على مؤسسات أرباب الطوائف.
وإبراز أدوار مؤسسات أرباب الطوائف والمهام والمسؤوليات الملقاة على عاتقها، وأن تعمل على معالجة السلبيات الناتجة عن أعمالها، ومعالجة ما تعانيه من معوقات تحول دون تحقيقها لأعمالها بشكل جيد.
صحيفة مكة1437/1/7هـ