نادي مكة الأدبي عمره أكثر من مائة عام

في   يوم  الثلاثاء 6 / 3 / 1422 هـ الموافق 29 / 5 / 2001 م  احتفل نادي مكة الأدبي الثقافي  بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على تأسيسه  وذلك في مقره السابق بحي العزيزية  .

يعتبر نادي مكة من الأندية الأدبية الرائدة في المملكة  إذ تأسس عام 1395 هـ اثر موافقة الأمير فيصل بن فهد  - رحمه الله – على الطلب الذي تقدم به كل من محمد حسن فقي واحمد السباعي وإبراهيم فودة  في 28 / 2 / 1395 هـ . وضمت الهيئة التأسيسية 25مثقفاً وأديبا من أبناء مكة المكرمة ، ثم شكل أول مجلس ادارة برئاسة ابراهيم فودة  وحسين عرب نائبا للرئيس وعضوية ( احمد السباعي وراشد الراجح واحمد محمد جمال ومحمود زيني وعبد العزيز خوجة وعبد السلام الساسي ) . 

   في ذلك الاحتفال طلب رئيس نادي مكة الثقافي الأدبي وقتها الدكتور راشد الراجح  المعذرة من زملائه روساء الأندية الأدبية  في كلمته الافتتاحية خلال الاحتفالية التي رعاها أمير منطقة مكة حينها  عبد المجيد بن عبد العزيز -   وهو يقول  بأن نادي مكة هو أقدم الأندية الأدبية بلا منازع . حيث تأسس قبل مائة عام .

الراجح  استند في رأيه هذا إلى ـ  تأسيس ( أحمد بن أمين عبد الشكور ) المعروفة أسرته في مكة بـ ( بيت المال ) والمتوفى عام 1905 ، منتدى أدبيا  ، مخصصاً داراً مستقلة بمحلة اجياد ، كان يحضر فيها غالب أعيان مكة وأفاضلها وكان المترجم احمد عبد الشكور يباشرهم بنفسه ويحضر لهم سائر ما يلزمهم من كتب الأدبيات .

مشيراً إلى أن تأسيس نادي مكة لم يأت من فراغ ، فمكة المكرمة منذ فجر التاريخ تعج بالعلماء والأدباء والمثقفين ، واستشهد بما ذكره الدكتور يحي بن جنيد في محاضرته التي ألقاها بالنادي بعنوان ( الحياة الثقافية في مكة خلال القرن التاسع عشر الميلادي ) حين قال ( كان للسيد علوي السقاف مجلس ومثله لأحمد الخطيب ومحمد حسب الله ، وعبد الله الزواوي وفي تلك المجالس كان يدور النقاش حول أمور الأدب والثقافة ) .

الشاهد هنا ، أنه رغم كل جهود الباحثين والمنقبين في ماضي وتاريخ هذه المدينة العظيمة ، إلا أنه تبقى هناك صفحات مجهولة ، وأناسا لازالت مهمشة ، وحكايات مغيبة، تتنظر نزاهة ، وأمانة ، وحيادا ، للكشف عنها ، ووضعها في دائرة الضوء ، والبحث والمعرفة ، وبدأب خلاق لا يحابي ، ولا يتحيز . حفظ الله الجميع ، وعمر قلوبهم بالحب والإيمان .

1437/1/7هـ