سهيل قاضي.. وربيع جامعة أم القرى
هو معالي الدكتور سهيل بن حسن قاضي مدير جامعة أم القرى سابقا، وهو نديد شقيقيَّ الكبيرين طارق وحسن، وعمل مع والدي يرحمه الله كعضو مجلس إدارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية، وكان لي معرفة شخصية بسيطة بمعاليه قبل أن تجمعني به على المستوى العملي عضوية مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي.
وأذكر عندما دارت مشاورات أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي حول انتخاب الرئيس أنني سألت أحد أعضاء المجلس وهو الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي عن رأيه في اختيار الدكتور سهيل رئيسا للنادي باعتبار أن الدكتور الحارثي عاصره كمدير لجامعة أم القرى فلخص رأيه بأن عهد د. سهيل قاضي هو ربيع جامعة أم القرى..
وبالفعل تم انتخاب الدكتور سهيل قاضي رئيسا للنادي الثقافي الأدبي في مكة المكرمة، وأمضينا سنوات عدة في عضوية النادي تشاركنا فيها مع بقية أعضاء المجلس الكرام في تحقيق بعض الإنجازات.. وقد لفتني طوال سنوات عملي في عضوية النادي حكمة ودأب وصبر معالي د. سهيل وهو ما مكنه من تحقيق إنجازات عدة هامة للنادي ولها آثارها الممتدة إلى مسيرة ومستقبل النادي.
ولعل أكثر ما لفتني في أسلوب عمل معاليه خصلة قيادية قل أن تجدها في قيادات هذه الأيام وهي الثقة الكاملة فيمن يفوض من زملائه فردا كان أو مجموعة، وتحمل المسؤولية الكاملة عن التفويض ونتائجه دون تردد.. ولا أنسى تأكيده على إحدى اللجان المنبثقة من مجلس الإدارة والمشكلة لغرض ما بأن امضوا في تنفيذ ما ترون وأي نجاح فهو منسوب لكم وأي إخفاق – لا قدر الله - فهو مسؤوليتي ومن يسألكم فقولوا سهيل أمر وهو صاحب القرار.. وهذه الخصلة لا شك تبث الحماس في نفوس من يعملون معه وتحت قيادته لمزيد من العمل وبذل الجهود من أجل إنجاز ما أوكل إليهم بأفضل ما يكون.
وقد عمل أثناء رئاسته للنادي على إنجاز مشروع مقر النادي الجديد على الطريق الدائري الثالث والذي يوشك بناؤه على الانتهاء هذا العام بإذن الله، ووضع الخطط من أجل تمويل البناء..
وكان من ضمن ذلك متابعة ضم مساحات إضافية للأرض الممنوحة للنادي لإقامة المقر، وترتيب بيع المقر الذي يملكه النادي في حي العزيزية ونقل النادي إلى مقر موقت في المكتبة العامة بحي الزاهر بالتنسيق مع وزارة الثقافة والإعلام تم تجهيزه بواسطة أحد رجال الأعمال.. ومتابعة تصميم مشروع مقر النادي ليضم مقرا للنادي ليكون مركزا ثقافيا متكاملا للرجال والنساء، ومبنى استثماريا يمثل عائده دخلا لتمويل أنشطة النادي.
وبعد أن تكاملت عناصر التنفيذ كان قد حان الوقت لانتهاء دورة مجلس الإدارة وإجراء الانتخابات فأصر على إجراء الانتخابات في وقتها ولم يقبل أي توصيات من زملائه بتأجيلها ولو لأشهر فقط من أجل ترسية مشروع المقر وهذا أيضا يؤكد خصلة ثقته فيمن حوله ومن سيخلفه بإكمال المسيرة - و قد كان.. بفضل الله ثم بجهود رئيس وأعضاء النادي الحاليين - وعدم ممارسته ما يمارسه غالب القيادات هذه الأيام من وصاية ومن اعتقاد بأنهم الوحيدون القادرون على الإنجاز.
وكان قد عمل معالي د. سهيل مع زملائه كذلك على إقامة العديد من الفعاليات المستحدثة في النادي وتوظيف علاقاته من أجل جلب الرعايات لتمويل تنفيذها..
وبذلك يمكننا أن نعتبر أن ربيع جامعة أم القرى قد امتد إلى النادي الأدبي فأزهر بفضل الله.
ولا يفوتني أن أذكر أن د. سهيل قاضي يتميز بدماثة الخلق ولطيف الكلام وأناقة المظهر.
سدده الله ومتعه بالصحة والعافية وجعل ما قدمه في حياته العملية في خدمة مكة المكرمة وأهلها في موازين حسناته.
صحيفة مكة 1437/9/22هـ