قبلة الدنيا وخمسة عشر عاما من الإنجاز
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وسيد الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
خمسة عشر عاما مضت على البدايات المتواضعة لإنشاء موقع إلكتروني على الشبكة العنكبوتية يحمل عنوان قبلة الدنيا (مكاوي) ، خمسة عشر عاما من الإنجازات في توثيق كل ما له علاقة بالبلد الحرام أولى القبلتين و أعظم مقدسات المسلمين بدأت بفكرة لتأصيل وتوثيق كل ما يمكن توثيقه في التعريف بثقافة وعلم وأدب وفنون وألعاب ومأكولات وفلكلورات أهل مكة ، مهما أمتد بها القدم ، وتوالت السنوات والمعلومات تتراكم وتتزاحم والجهود المتواضعة ممن كرسوا أوقاتهم ومعارفهم لجعل هذا الكم المتراكم من المعلومات والكتب والمخطوطات والوثائق والصور والأفلام متاحا لكل محب لمكة وأهلها وموروثاتهم العلمية والفنية والفلكلورية ، وبدأ الحلم الصغير يكبر ويسمع له صوت ويلفت الإنتباه ليكون في مثل هذا مرجعا موثوقا لكل ما له علاقة بمكة المكرمة قبلة الدنيا .
موقع مكاوي كتبت عنه في زاويتي الأسبوعية في جريدة المدينة ، في الفترة التي كنت أمارس فيها الكتابة الصحفية ، وأعتقد أنه كان أول مقال صحفي عن الموقع وكان لذلك المقال بعض أثر في التعريف بالموقع والإشارة إليه .
وكان الموقع مكاوي يحتوي على عدد كبير من الصفحات المتخصصة في الكتب والأعلام والحرف إضافة إلى المنتدى ، الذي جمع في مختلف أروقته العديد من بنات وأبناء مكة بعضهم كان ما يزال في المرحلة المتوسطة في التعليم العام يشاركون بحماسة ورغبة قوية في المساهمة بالتعريف بالشخصية المكية في المركاز والديوان والرواق والبرحة والمركب ، وكان منهم من له دور بارز في المجتمع ومنهم من كان يشار إليه بالبنان كمرجعية علمية أو دينية أو فنية ، كلهم جمعتهم رؤية واحدة وهدف واحد وهي أن يكون المجتمع المكي بكل تركيبته ومستوياته معروفا للجميع ممن يستخدمون الشبكة العنكبوتية في ذلك الوقت ، مبادرات متعددة للوصول إلى كل مكان ليكون الجميع على علم بما يقدمه الموقع حتى أصبحت الكثير من المؤسسات والإدارات الحكومية تقدم للقائمين الدعوات لتقديم تعريف عن منجزات الموقع في إحتفاليات مختلفة ، وتجاوز الأمر حدود الوطن حيث شاركنا في تركيا كأول مبادرة دولية لأعضاء موقع مكاوي بدعوة من المجلس العربي التركي في أحد محافلهم التي يسعون من خلالها تقريب الصلة بين المجتمع التركي والمجتمع العربي وتوالت الدعوات والزيارات .
أيام مضت وأنجازات تحققت وذكريات حفظت ومعان كبيرة غرست على مدى الخمسة عشر عاما.
قيل قديما إن لم تكن قادرا على زرع الثمر فلا تكن عاجزا عن زرع الأثر ، فالحمد لله على جميل أفضال الله أن كان لنا بعض أثر في موقع قبلة الدنيا مكاوي.
شكر الله لكل من ساهم وشارك في دعم هذا الجهد المبارك من أبناء وبنات مكة المكرمة ، وبارك الله جهود القائمين عليه.
كتبه | إبن الحسن والنور عبد الجليل الآشي | تم النشر في 1438/6/21هـ