شعبــان المغفــول
من أبواب الخير في شهر شعبان أنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى ، فشهر شعبان هو موعد سنوي لرفع الأعمال إلى الله تعالى، قال العلماء: ورفع الأعمال على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: رفع يومي ويكون ذلك في صلاة الصبح وصلاة العصر.
والدرجة الثانية: الرفع الأسبوعي ويكون في يوم الخميس.
الدرجة الثالثة: رفع سنوي ويكون ذلك في شهر شعبان؛ وذلك لما ثبت عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْراً مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَب وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِيْنِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». رواه النسائي
ورجح بعض العلماء أنه في ليلة النصف من شعبان؛ وقد روي في الحديث الصحيح عن معاذ بن جبل أنه ﷺ قال "يَطَّلِعُ اللهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ".
قال ابن عباس: ( إن اللّه تعالى يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر ).
ويستحب أن يرفع عمل العبد وهو صائم، لما صح عن رسول الله ﷺ .
وذكر ابن رجب الحنبلي -رحمه الله- أن شهر شعبان يغفُل عنه الناس بين رجب ورمضان؛ حيث يكتنفه شهران عظيمان، الشهر الحرام رجب وشهر الصيام رمضان، فقد اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولاً عنه، وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه؛ لأن رجب شهر حرام، وليس الأمر كذلك، فقد روت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: “ذُكر لرسول الله ناسٌ يصومون شهر رجب، فقال: فأين هم من شعبان؟”
فاجتهدوا بالدعاء والصيام في شعبان، واغتنموا مواسم الخيرات.
انتهى