متطوعو مكة يواصلون عطاءهم
حينما وجّه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ، " بإطلاق حملة تحت عنوان "بِرّاً بمكة" " لرصد الأسر المحتاجة وأصحاب الأعمال الميدانية الصغيرة المتأثرة خلال فترة منع التجوّل، والأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة، وتقديم الدعم لهم، لمواجهة الآثار الناجمة عن انتشار فيروس كورونا، وذلك بالتنسيق مع لجنة السقاية والرفادة بالإمارة " ، نالت الحملة اهتماما ومتابعة من كافة شرائح المجتمع .
وبدأت مراكز الأحياء والمؤسسات والجمعيات الخيرية والفرق التطوعية ، في استقبال الشباب والفتيات الراغبين في العمل التطوعي للحد من انتشار الفيروس ، من خلال تنفيذ برامج توعوية ، ومساعدات عينية ، انطلاقا من مسؤوليتهم المجتمعية .
ولم تكن هذه الخطوة غريبة على المجتمع السعودي عامة وأبناء مكة المكرمة فــ " في عام 1387هـ الموافق 1967م وجهت المديرية العامة للدفاع المدني لأول مرّة نداء لجميع المواطنين للتطوّع على أعمال الدفاع المدني عن طريق إداراتها بالمناطق، وذلك أثناء حرب الأيام الستة التي اعتدي من خلالها على بعض البلاد العربية، ولم يكن هذا النداء إجبارياً بل اختيارياً، وبتوجيه من مقام القيادة العليا للقوات المسلحة تحسباً لأي طارئ، وقد أقبل المواطنون بروح عالية على العمل التطوعي، وعقدت لهم أول دورة في مـدرسة الشرطة بمكـة المكرمـة من 1ـ20/3/1387هـ بعد قبولهم، وتم تدريب مجموعة منهم على مواد الإطفاء النظري والعلمي، وعلى بعض عمليات الإنقاذ الخفيفة، ودروس مبسّطه في مجال الإسعاف، وتشجيعاً لإقبالهم على العمل التطوّعي تم منحهم شهادات تقدير، وكانت هذه بداية الطريق والتجربة الأولى للتطوّع في المملكة العربية السعودية " ، وبرز أول تنظيم لإدارة وتأهيل المتطوّعين بنظـام الـدفاع المـدني الصادر بالمـرسوم المـلكي الكـريم رقـم م /10 وتاريخ 10/05/1406هـ ،
وتمشيا مع سياسة الدولة لدعم التطوع والأعمال التطوعية حرصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على أن يكون دورها التطوعي بارز ومميز ، ومتواكب مع رؤية المملكة (2030) , والمتمثلة في الوصول إلى مليون متطوع ، فأنشأت إدارة خاصة بالتطوع بالمسجد الحرام لتطوير العمل التطوعي وزيادة الترابط بين أفراد المجتمع .
وفي المقابل أطلقت وزارة الحج والعمرة في عام 1438هـ ، برنامج " كن عونا " متضمنا أعمالا تطوعية لخدمة ضيوف الرحمن ، لتعزيز ثقافة الاعمال التطوعية، وتحفيز الشباب ودعمهم وإتاحة الفرص التطوعية لهم ليتمكنوا من توظيف خبراتهم ومهاراتهم في تقديم المساعدة لضيوف الرحمن وفق أنظمة ولوائح رسمية وعبر آليات واضحة خاضعة للتقييم الدوري المستمر ووفق معايير محددة وذلك لتحقيق أعلى مستويات الجودة.
ويشمل البرنامج استقبال و توديع ضيوف الرحمن في جميع منافذ المملكة ، توجيه و إرشاد الحجاج أثناء فترة الحج ، المساعدة في ترجمة لغة الحاج وإرشاده ، المساهمة اعلاميا في اثراء موسم الحج ، المساهمة في بقاء المشاعر نظيفة ومهيأة بيئيا للحجاج ، التطوع الصحي ويشمل علاج وتطبيب الحاج وارشاده صحيا .
ولأن العمل التطوعي كانت بداية انطلاقه من مكة المكرمة فقد حرص أبناؤها على تقديمه بأسلوب يتوافق ومتطلبات العصر ، فلم يجعلوا خدماتهم منحصرة على تقديم المساعدات العينية أو المالية ، بل جعلوها تتوافق واحتياجات المستفيد ، وهذا ما ترجمه مركز حي المسفلة ، ومبادرة سواعد الحي التطوعي ، إذ حملا على عاتقهما تنفيذ أعمال تطوعية تتوافق والفترة المنفذة بها ، والمستفيدين منها ، فعملا خلال الفترة الحالية على تنفيذ مبادرة ( شكرا ابطالنا ) للعاملين في الخدمات الصحية والقطاعات الأمنية ، بالتعاون مع مركزي صحي كدي والهجرة وفرع وزارة الشئون الاسلامية .
برزت مبادرة التوعية الصحية للوقاية من فيروس كورونا ، التي تم تنفيذها بالتعاون مع مركزي صحي كدي والهجرة وفرع وزارة الشئون الاسلامية ، ومبادرة ( شكرا ابطالنا ) الموجهة للعاملين في الخدمات الصحية والقطاعات الأمنية .
وحرصت جمعية أصدقاء المجتمع الخيرية من جانبها على تنفيذ برامج توفير السلة الغذائية للأسر المحتاجة والمتعففة ، إضافة لحملة توعوية عن فيروس كورونا لأمهات الايتام عبر اخصائية اجتماعية تتواصل معهن لتوجيههن بطرق وأساليب التعامل مع الحجر الصحي .
أما كشافة شباب مكة المكرمة بجمعية مراكز الأحياء بمكة المكرمة ، على المشاركة الفاعلة من خلال توعية أفراد المجتمع بالبقاء في منازلهم وعدم الخروج إلا عند الضرورة وتعقيم اليدين ولبس القفازات عند الدخول للسوبر ماركت وجعل مسافة بين الناس عند صندوق المحاسبة لا تقل عن متر وتنظيم الدخول والخروج للراغبين بالشراء .
ويظل العمل التطوعي وسام فخر واعتزاز لكل مواطن على ثرى هذه الأرض الطاهرة .