" الماشري " داء قضى على الحجاج والجمال
أحمد صالح حلبي
حينما أصدرت حكومة المملكة قرار تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً ، أوضحت وزارة الخارجية حينها اسباب التعليق الذي جاء بناء على توصيات الجهات الصحية المختصة في المملكة العربية السعودية التي تتابع تطورات انتشار فيروس كورونا الجديد (19-COVID) ، وكإجراء وقائي استباقي لمنع وصول الفايروس ، تقرر تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً.
كما تم اتخاذ عدة إجراءات منها تعليق الدخول إلى المملكة بالتأشيرات السياحية ، وتعليق استخدام المواطنين السعوديين ومواطني دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بطاقة الهوية الوطنية للتنقل من وإلى المملكة .
ومع استمرار تسجيل حالات الاصابة بالفيروس ، دعا وزير الحج والعمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن ، دول العالم إلى التريث في إبرام عقود الحج لهذا العام 1441هـ ، وجاءت دعوته من منطلق مسؤولية المملكة تجاه صحة الحجيج ، خاصة وأن موسم الحج يسجل توافد أعداد كبيرة من الحجاج من عدة دول ، واستهدفت الاجراءات الاحترازية الحفاظ على صحة وسلامة الحجيج أولا ، وهو ما لم يكن متبعا من قبل .
وأوردت لنا المراجع التاريخية العديد من الأمراض التي أودت بحياة الآف الحجاج ومنها ما حدث في عصر الدولة العباسية وتحديدا عام 357 هـ ، فقد أورد أبو الفداء الحافظ ابن كثير الدمشقي المتوفي سنة 774 هـ ، في الجزء الحادي عشر صفحة 265 ما تعرض له الحجاج من داء أصابهم ، وقال " عرض للناس " داء الماشري " فمات به خلق كثير ، وفيها مات أكثر جمال الحجيج في الطريق من العطش ، ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل ، بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج " ، ورجح حينها بأنه الطاعون ، خاصة وأن تأثيراته انعكست على الحجاج سريعا .
وظهر الداء بعصر الفتن والحروب الداخلية الممتد من 862 م – 1055 م ، وكان الخليفة حينها أبو القاسم الفضل بن المقتدر بن المعتضد الملقب بالمطيع لله ، من خلفاء الدولة العباسية ، ولد سنة 301 هـ ، وبويع بالخلافة عند خلع المستكفي بالله سنة 334 هـ، وظل بالخلافة حتى سنة 363 هـ، حتى مرض وثقل لسانه، فخلع نفسه من الخلافة بإرادته من دون إكراه، وسلم الأمر إلى ولده الطائع لله، وصلت مدة خلافته لتسع وعشرين سنة وعدة أشهر ، مات المطيع في سنة 364 هـ .