اللواء المطرفي وتاريخ الدفاع المدني
اللواء المطرفي وتاريخ الدفاع المدني
* خالد محمد الحسيني
أهداني الصديق اللواء م سالم مرزوق المطرفي مدير عام الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة سابقًا، كتابه عن تاريخ الدفاع المدني في المملكة 1343-1439هـ، في طبعته الثانية وعدد صفحاته 744 صفحة، وقد وُفق في رصد تطور الجهاز والآليات ومراحل مختلفة أضاف لها صورًا وقصاصات من الصحف ومعلومات تعكس الرصد الدقيق للجهاز.
وأنا أتصفح "السفر" الضخم تذكرت علاقتي بالجهاز منذ بدايتي في العمل الصحفي في البلاد 1398هـ/1978م، إذ كانت ضمن اهتماماتي في نقل أخبار مكة المكرمة ونشر حوادث الحرائق التي تستحق، والانتقال للموقع وتصوير الحدث، وكان العميد جميل حسن مكي رحمه الله مدير إدارة مكة في موقعها في الحجون يتعاون معي ويطلب من رجاله تزويدي بالخبر، حتى إنني أذكر حادث حريق في سوق الليل، وكان العميد مكي في المستشفى، وخرج وشارك بثوبه في الحادث، ونشرت له صورة في أخيرة صحيفة البلاد، وبعد أسبوع وصله خطاب شكر من نائب وزير الداخلية، كما غلب خدمة الوطن في أحداث الحرم 1400هـ، ولم يُغادر الموقع رغم إبلاغه بوفاة ابنته في حادث سقوط على الشارع.
مرت السنوات، وضمن من تواصلت معهم في الأجهزة الأمنية المختلفة كان اللواء هاشم عنقاوي رحمه الله الذي عمل نائبًا لمساعد مدير الأمن العام للدفاع المدني، ثم اصبح مديراً لشرطة العاصمة المقدسة ومن جاء بعده، وأكثرهم معالي الفريق هاشم عبدالرحمن (1403 – 1417هـ) الذي عمل على تطوير الجهاز بشكلٍ كبير برجاله وآلياته، إضافةً إلى تطوير العاملين فيه، وأدخل الحماية المدنية والآليات المتطورة، وتحوّل الجهاز في عهده إلى مديرية ترتبط بوزير الداخلية، وظهر ذلك خلال حوادث حصلت أيام الحج تحديدًا بدعم من الأمير نايف، وقد شهدت ذلك سنوات طويلة خلال جولة الأمير نايف وزير الداخلية رحمه الله سواء في الحج أو غيره.
وأذكر المؤتمر الأول للدفاع المدني الذي ترأسه الأمير نايف في المركز الإعلامي بمكة، وإن كُتب في سجلات الدفاع المدني أن المؤتمر الأول أقيم في الرياض لأنني أذكر تغطيتي له في صحيفة الرياض وحضور الأمير نايف للمركز الإعلامي مكان المؤتمر، وفي مرحلة لاحقة ترأس الجهاز الفريق محمد علي السحيلي والفريق سعد التويجري، واليوم يترأس الجهاز من عام 1435هـ الفريق سليمان العمرو وهو من أبرز رجال الدفاع المدني عرفناه من سنوات خلال قيادته لأعمال الحج وما يتحدث به زملائه عنه.
أعود للواء سالم الذي قدم الكثير للدفاع المدني خلال سنوات عمله متحليًا بتعامل مميز وهو اليوم يوثق بهذا العمل للدفاع المدني عبر الكثير من المواقف والأخبار والصور ومراحل التطوير، الأمر الذي يحتاجه القارئ والباحث عن تاريخ الجهاز لأنه وُفق في رصد العديد من المراحل على مدى سنوات طويلة، وفي ذكر الكثير من الأحداث مثل حريق الشامية (1378هـ)، وسيول 1388هـ في مكة، وكذا شهداء الدفاع المدني رحمهم الله، وأعجبتني إشارته إلى الأشخاص والجهات التي استعان بها سواءً في الصحف أو الصور، وهذه أمانة النشر، كما حرص على إظهار جهود رجال الدفاع المدني بعيدًا عن المكانة الوظيفية والرتبة وفق تسلسل وجودهم في الحدث.
ومما توقفت أمامه عمل معالي الفريق فايز العوفي رحمه الله في جهاز الدفاع المدني، وقد عرفته بداية عملي الصحفي مديرًا للأمن العام وكان من أبرز رجاله، ولعل مما يستحق الإشارة هو أنني وزملائي في العمل الصحفي وجدنا تواصلاً من الفريق هاشم لإيمانه بدور الإعلام، وأذكر حادث سقوط طائرة للدفاع المدني 1405هـ في دقم الوبر بمكة، وتواصلي معه بعد الحادث وانفردت بنشر الخبر في أخيرة الرياض وتابعت في اليوم الثاني دفن قائد الطائرة رحمه الله في مكة بحضوره الأمر الذي لا يمكن في تلك الفترة أن تجد مسؤولًا أمنيًا يتحدث عنه إلا بعد صدور بيان من الداخلية.
وددت وأنا أتحدث عن كتاب اللواء سالم الإشارة لبعض المواقف والذكريات عن الدفاع المدني. اليوم يُقدم اللواء سالم المطرفي ما يعد مرجعًا للدفاع المدني في بلادنا يستحق عليه الشكر، والدعاء له بالتوفيق لخروج هذا العمل التوثيقي الشامل في صورة رائعة تستحق التقدير. متمنياً ان تعمل المديرية على تزويد اداراتها بالكتاب لأهميته لأعتباره سيرة متكاملة للجهاز ،، شكراً للواء سالم على اهدائه الثمين ،،
تربوي وإعلامي