فقدتُ حسين

فقدتُ حسين

خالد محمد الحسيني

رحل صديقي وزميلي العزيز التربوي حسين علي عالم. فجأة؛ بعد منتصف مساء أمس الأربعاء اتصل بي صديقنا التربوي عزيز الزبيدي ونقل لي الخبر "توفي حسين عالم"، وبدأت أعيد شريط الذكريات. في شوال 1394هـ بدأت العمل التربوي في الحجون الابتدائية، ومن اليوم الأول التقيت به وبدأت علاقة على مدى السنوات التي تلت أول لقاء، وأصبحنا نلتقي خارج العمل في أكثر من مكان حتى أنني فرحت عندما كنت أود السكن في العمرة ووجدت قطعة أرض ملاصقة لبيته وإن لم أسكن هناك، أصبحنا نلتقي أكثر أيام الأسبوع في مكة وجدة ورحلات دائمة وكان تلك الفترة مسؤولاً عن فرع مؤسسة " دلة " في مكة ويسكن في مكان العمل، وكنا نلتقي في فناء ملحق بالمكان بعد المغرب.

استمرت العلاقة ولم تشهد أي أمر يضعفها أو يقلل منها لأن حسين يحمل صفات كبيرة من أهمها المحافظة على أصدقائه. انتقلت أنا من الحجون إلى مدرسة الملك خالد أواخر 1398هـ، وانتقل هو للشهداء، وأصبحنا نلتقي خاصة في إجازة الأسبوع، وفي العقد الأخير أصبحنا نرى "أبا علي"  في بعض المناسبات، إذ اكتفى بعد تقاعده  بعد ان قاد عدداً من المدارس في مكة ، بالتواصل في مناسبات الواجب أو التواصل الهاتفي، وفي حفل تقاعدي من الرحمانية الابتدائية في شوال 1425هـ كان من ضمن فقرات الحفل قصيدة له، أسعدني والحضور بها، إذ جاءت وقد تضمنت بعض المواقف في الحجون وطلابها.

أفتقد حسين الذي كان من أعز أصدقائي، وعشنا سنوات تخللتها ذكريات ومواقف جميلة مع عدد من الزملاء وددت لو أذكرهم. اليوم لا نقول إلا إنا لله وإنا إليه راجعون. رحم الله حسين ومن سبقه من مجموعتنا الزملاء نافع الصحفي وعبدالهادي راضي وغيرهم.

اليوم يستقبل ثرى المعلاة صديق عزيز عشنا معه لحوالي نصف قرن، وحملنا له كل الذكريات الجميلة. العزاء لنا ولأسرته علي ووالدته واخوانه واخواته، وكل زملاء وأصدقاء حسين جمعنا الله به في مستقر رحمته.

تربوي وإعلامي