• في حارتي الجميزة

امس السبت ذهبنا أنا وابني محمد لتقديم واجب عزاء في رحيل سيدة فاضلة من حارتنا "الجميزة" أحد أبرز أحياء مكة المكرمة، وبقيت أتذكر وأنا أنظر لبيتنا والدي ووالدتي رحمهما الله واخواتي واخواني وسنوات جميلة لا زالت في الذاكرة، ونظرت للبيوت وبقايا بعضها والمباني الحديثة في الأماكن التي عشت بينها.

هنا منزل أبناء معتوق المولد والسيد عباس النهاري، وهنا منزل احمد العامودي الذي عاد للشيخ رداد الغريبي المقابل لبيتنا، وهنا منزل المخلص  الذي سكنه لسنوات مصطفى وابراهيم زقزوق  و أصبح مُلكاً للعم محمد السيف، وأمامه منزل الشيخ مهنا المهنا، وبجواره دار الشيخ عبدالرحمن الفوزان، وعلى امتداد شريط البيوت منازل جويبر  ومحمد الغامدي وبن خلوفة وحمود الطويرقي وجابر الغالبي ومحمد المصري وكامل حسناوي وحسن قربزلي وبرهان بنجر ومحمد خميس ومحمد باعبدالله، وفي مدخل الحارة منازل باسكران والعباسي والمغربي والزارع والحسناوي والمكي وحماد النمري وعبدالهادي السالمي ويحيى جانشاه والنبراوي والحموه وسراج مفتي ومحمد الرعوجي ودكان الحارة والعديد من الأسر التي غادرت من سنوات الحارة الجميلة.'

هنا مكتبة السيد صالح شعيب من اشهر المكتبات في مكة والمدرسة الأولى للينات ومسجد الأمير بندر وتحته منجرة النجوم وتذكرت أيام الحج إذ كان الطريق من منى إلى الحرم من الشارع أمام منازلنا، وذكريات رمضان والعيد ولقاءات الجيران الذين رحل أكثرهم إلى رحمة الله وبقي بعض الأبناء والأحفاد وأكثر الجيران يقيمون اليوم في أحياء مختلفة في مكة وفي مناطق مختلفة في جدة والرياض والشرقية. وتمتد الجميزة من نهاية كوبري الحجون الى اشارة قصر السقاف ومقر امارة منطقة مكة القديم وشرطة العاصمة تذكرت اول ساعة ناطقة في المملكة كان مكانها في اول الحي مع نهاية الثمانينات الهجرية  ومدارس الحي المحمدية الابتدائية وعبدالله بن الزبير المتوسطة والسوق الشهير  ومحلات باسنبل لتموين المواد الغذائية وغيرها ،،

تذكرت الحي المقابل لحارتنا " الجعفرية" المجاورلمقبرة السيدة خديجة رضى الله عنها والذي سكنا فيه سنوات بداية الثمانينات الهجرية ومواقف الرياض والطائف القديمة ومنازل ال غالب والمحلات التجارية بها وبستان العواجي وحارات شهيرة على امتداد الطريق يميناً وشمالاً،،واول  مستشفى اهلي في المملكة تمنيت لو ذكرت من اتذكر من سكانها،،

دقائق حضرت خلالها ذكريات أكثر من نصف قرن في حارتي الجميلة، ووجدت بعض بقايا البيوت التي آلت للسقوط والأبراج التي اقيمت لقرب المكان من الحرم ،،وبقيت أتحدث مع محمد: هذا بيت فلان وابنه فلان، وأسرد العديد من المواقف والقصص التي يسمعها لأول مرة.'' واعتذر لمن نسيت ذكرهم من الجيران ،او الحارات المجاورة برحة الرشيدي او الدحلة وحارة بيشة ومقر العمدة يمين المتجه للسقاف والفخرانية " الكوشة " وربع اذاخر وفيها عدد من زملاء الدراسة في الابتدائية والمتوسطة ، رحم الله من رحلوا منهم ،،
 
خالد محمد الحسيني
٢٦-٤-١٤٤٤هـ
٢٠-١١-٢٠٢٢م