هل تحتاج منى إلى مساحة إضافية ؟

خالد محمد الحسيني
————
بطبيعة الحال مهما اعتمدنا على النسبة المتفق عليها لعدد حجاج "الخارج" سوف نرى كل عام زيادة في عدد الحجاج من خارج المملكة في المقابل وبرغم المشروعات الكبيرة التي نُفذت في المشاعر ومكة والمشروع المميز لجسر الجمرات وطرق الحج إلا أننا سنصل قريباً أو أننا نعيش الآن زيادة مستمرة في عدد الحجاج مع "محدودية" مساحة عرفات ومنى، ومشعر منى "تحديداً" وبحكم العلاقة الصحفية والسكن في مكة المكرمة تواصلت ومن حوالي نصف قرن وتحديداً من عام 1397هـ مع الجهات المشرفة على أعمال الحج وأبرزها  تفقد الأمير نايف رحمه الله لأعمال الحج لأكثر من ثلاثة عقود ومشروع تطوير منى فترة المهندس عبدالعزيز غندورة مدير عام المشروع وبعده بسنوات معالي د. حبيب زين العابدين رحمهما الله.

وحضرت "شق" الأنفاق خلال هذه السنوات وما تم تنفيذه من مشاريع في عرفات ومنى من العديد من الجهات، ومع التطوير في خطط الحج وقطار المشاعر وتنظيم الدخول للمشاعر وتصريح الحج؛ إلا أن الحاجة قائمة لعمل حلول جذرية في منى لاستقبال العدد الكبير، وعمل تنظيم خلال أيام الحج، وبعد مغادرة منى للمسجد الحرام لاستقبال العدد الكبير الذي تسبقه رغبة الحاج في مُغادرة مكة في أوقات محددة مما يجعل عملية وصول الحجاج للحرم يحتاج إلى تنظيمات دقيقة تُحقق رغبة الدولة في سلامة ضيوف الرحمن والتي تسعى لها دائماً.

لو تحدثنا عن استغلال سفوح جبال منى أو البناء في منى فلا أعتقد أنها "حلول دائمة" تصلح لكل زمان، لكن ماذا لو عملنا على التفكير بعد أخذ الرأي الشرعي في إضافة مساحات من الششة والعزيزية واعتبارها ضمن "منى" تعاملاً مع الحاجة الماسة لذلك؟ وهل نستطيع تيسير البقاء في منى وفق الرأي الشرعي حتى يتم تيسير الحج للعدد الذي يزداد كل عام؟ أو هل يتم تحديد عدد معين من الخارج واستمرار تنظيمات حجاج الداخل بما يتسع لما لدينا من مساحة محددة والتعامل مع الواقع؟

إن ما تقوم به الدولة من مشاريع وخطط وصرف المليارات لراحة الحجاج لا يخفى على كل مسلم داخل وخارج المملكة، ويظهر ذلك في نتائج الحج كل عام والتي تُحقق مستويات متقدمة، وتعمل عليها العديد من الوزارات والجهات بدعم مستمر من الملك وولي العهد باعتبار أن الحج من أولويات الدولة، ويجد العناية، ومن سنوات ظهر معها تطوير دائم لخدمة الحجاج وتيسير وصولهم منذ دخولهم المملكة وخلال أداء المناسك وحتى مُغادرتهم من منطلق مسؤليتها عن عمل كل ما يحقق خدمة وراحة وسلامة وأمن الحجاج، وأعرف أن لجان الحج وتطوير مكة والمشاعر لديها العديد من الأفكار الجاهزة والتي تحت الدراسة في هذا الأمر.

تربوي وإعلامي