الهيئة وواجبها في التوعية
إذا كنا نحمد لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نشاطها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإن هذا لا يمنع إن صدر من أحد منسوبيها ما يُستنكر أن نصحح مفاهيمه بالتي هي أحسن مثال ذلك مطالبة الشيخ أحمد قاسم الغامدي مدير فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف بمنطقة مكة المكرمة بالنيابة بتغيير مسميات القبور وإغلاقها في المواسم هذا بعد تراجعه عما سبق أن نشرته الوطن بتاريخ 7/1/1430هـ على لسانه باسم هيئة الأمر بالمعروف بمكة بوضع سياج عازل حول جبل ثور وجبل الرحمة وجبل النور. ثم عاد – كما نشرت الوطن بتاريخ السبت 14/1/1430هـ - وارتد عما تراجع عنه من مرئيات فجة فيما عدا الاكتفاء بتغيير أسماء المقابر.
وهنا أقف عند نقطة غاية في الأهمية وهي قول الشيخ الغامدي في تراجعه الذي نشر في الوطن بتاريخ 12/1/1430هـ بالنص: «وكان الحديث عما عرضته بوجهة نظري الخاصة حول الموضوع)) ، وأنا أقول للشيخ الغامدي: إن مثل هذه القضايا التي أثارها لا يمكن لأحد أن يكون له رأي خاص يعلنه باسم الهيئة التي يتولاها وبالإنابة. وإن مثل هذه الأمور مرجعها الجهات الشرعية العليا شريطة موافقة سامية من ولي الأمر وحده حفظه الله.
أما القضية التي شدت قلمي لتصحيح مرئيات الشيخ الغامدي فهي بخصوص الأماكن الأثرية التي طالب في تراجعه بتغيير مسمياتها وقفلها في المواسم وهي:
1- جبل الرحمة بعرفات، 2- مسجد البيعة، 3- جبل النور، 4- جبل ثور، 5- مقبرة أمنا حواء، 6- مقبرة المعلا، 7- مقبرة أم المؤمنين السيدة ميمونة رضي الله عنها، 8- موقع المولد النبوي – مكتبة مكة المكرمة، 9- مسجد الجعرانة، 10- مسجد الرحمة بجدة، 11-مسجد آمنة بنت وهب، 12- مسجد البيعة بمنى.
إن هذه المواقع وبالذات الأولى منها هي جزء من تاريخنا الإسلامي المضيء والأحرى أن يتم تسهيل الوصول إليها ليرى المواطنون والحجاج كم تحمل الرسول صلى الله عليه وسلم من عناء في الوصول لغار حراء بجبل النور ، وكم تكبد عليه الصلاة والسلام خلال رحلة الهجرة عبر جبل ثور وغاره الذي احتوى الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه بالغار الذي جاء فيه قول الحق سبحانه وتعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا).
إن الأولى بالهيئة أن تساعد الجامعات والمدارس لعمل رحلات لطلابها لمشاهدة هذه الآثار حتى وإن تطلب ذلك تعيين مرشدين ووعاظ على مدار العام وفي المواسم ، فإن هذه الآثار التي يريد الشيخ الغامدي قفلها أو حتى تغيير مسمياتها غاية في الأهمية بين الآثار الإسلامية ، وإن مهمة الهيئة أن توجه وترشد لا تقفل وتعطل وسائل الاستطلاع ، أو حتى أماكن الترفيه كما حدث بينبع حيث أغلقت الهيئة أول حديقة نسائية لما قيل من وجود مخالفات بها كما جاء بالوطن يوم 29/12/1429هـ بينما الأجدر بالهيئة أن توفر مرشدين وموجهين بهذه الجهات لمنع المخالفات التي إن صح أنها تستدعي التوجيه والوعظ. وأعود لما بدأت به من أننا نحمد لرجال الهيئة نشاطهم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكنا لا نقبل من فرد يعمل بالإنابة أن يجتهد في ما ليس له حق الاجتهاد أو الرأي والله المستعان
نشر هذا المقال بجريدة عكاظ الثلاثاء 16/1/1430هـ