إلى جنة الخلد ياهاني إن شاء اللـه
فجعت بنبأ وفاة الأستاذ الحبيب (بتاع كل خير) هاني ماجد فيروزي وذهبت الى منزل الأسرة بالعوالي لأداء واجب العزاء إذ لم أحضر التشييع لعدم علمي فرأيت كثيراً من المحبين من مكة المكرمة ومن غيرها (والأستاذ المرحوم إن شاء الله هاني مكي بالوراثة وله صولات وجولات واهتمامات بالشأن المكي، وأبكاني في مقال الاستاذ الأديب المخضرم الشريف خالد الحسيني في صفحة كاملة ثم عموده البلادي 12/1/1430هـ نعم الموت حق وباب كل الناس لابد داخله، ولكن فراق هاني يختلف كل الاختلاف (فهو نموذج متميز) ففي ليلة زواج ابنه ماجد حضرت للمشاركة وفيما المدعوون يستمعون الى مقامات الطرب الأصيل افتقد الجميع هاني فدفعني الفضول الى سؤال العريس (أين ابوك؟ وهل هو عند السيدات؟) فقال لي ذهب في مشوار كان لابد أن يذهب اليه وانه سيعود بعد قليل ومدت السماطات وأكلت مع المجموعة ولكن أحد الأقارب كاشفني بأنه اصيب بنوبة قلبية وجيء له بالطبيب وحصل الاطمئنان ولكنه أعطاه ابرة مسكنّة وكان لا بد من راحة على الأقل ست ساعات وانه طلب من أهله ان لا يعرف أحد عن ذلك لئلا يتأثر من يسمع بالخبر وتمضي ليلة الفرح في فرح (هكذا كان هاني) ثم مؤخراً لما حصلت ابنته على منحة دراسة عليا في استراليا والتعليمات تحتم وجود محرم معها ضحى بكل شيء ورافقها رغبة منه في تسليحها بسلاح العلم والمعرفة وسافر معها (وهو الذي لا يطيق البعد عن مكة ــ انها أمور كثيرة ولقد وفّي الشريف خالد الحسيني وسعادة الاستاذ د. طارق صالح جمال وغيرهما ــ ونسأل الله الذي اختاره الى جواره ان يثبته عند المسألة وأن يجبر كسر أسرته فالحدث جلل وكبير ولكنها إرادة الله وهو اليوم في دار الكرامة وضيف الكريم مكرم، وفي فترة عمله بالعلاقات العامة والاشراف على المطابع برابطة العالم الاسلامي (ثارت امور بين رجالات الرابطة) ورغب بعضهم (سامحه الله) ان يُدخل الاستاذ هاني طرفاً وكنت كصديق له (وأصدقاؤه كثر) أرغب اليه أن يرد فهو على الحق فقال (بلاش يا وجيه) لان ردِّي سيدخل أشخاصاً لا ناقة لهم فيها ولا جمل ورأفة بهم أؤثر ترك كل شيء وامشي وأنا أقطف من سلك الذهب، وله في منتدى الأحبة والذي يرعاه وينفق عليه سعادة الاستاذ عبدالحميد محمد أمين كاتب صولات وجولات يعرفها الجميع، وفي مطعم المختار بجدة ليلة حضورنا حفل الاثنينية الاستاذ تاج الدين السواس والاستاذ د. عبدالرحمن كردي والاستاذ زيد بن سلمان اليماني وعلى مائدة العشاء الشعر المقفى والزجلي، ثم في حفل تكريم المتقاعدين بمكة المكرمة كان كالحمامة (حمامة السلام) يتنقل بين المتقاعدين والمكرمين من غير المتقاعدين، وماذا عسى أن تسعف الذاكرة مثلي تخطيت الثمانين بأثنين.
وأخيراً وليس آخراً طبت ياهاني حيا وميتا ــ إلى اللقاء بك في دار الكرامة إن شاء الله.
نشر هذا المقال بجريدة الندوة الأحد 21/01/1430هـ