نعمتِ العادات التي أعادها البيطار
اعتاد المطوفون في سابق الزمان أن يقيموا أمام دورهم برزة يجلس فيها الحجاج والأهالي من أهل الحي، وفي برزات مطوفي الحجاج المصريين والسوريين يتلى القرآن العظيم، ويتجاذب (الحجاج مع بعضهم وأيضاً مع المكيين الأحاديث الدينية والاجتماعية والأدبية) وهذا الامتزاج هو الذي جعل المطبخ المكي متنوع المذاقات لاختلاط الحجاج بالأهالي (الرجال مع الرجال والسيدات مع السيدات) ويخطب بعض العوائل لابنهم من تلك العائلة (وخاصة المصريين) وانقطعت هذه العادات من عشرين عاماً تقريباً (مع قيام المؤسسات التجريبية. ويأتي في الآونة الأخيرة عمدة الهجلة الشيخ محمود سليمان بيطار منذ توليه ليعيد تلك العادات ويزيد عليها فلا تفوت مناسبة الا ويشارك ويساهم فيها وفي كل عمل خيري وإنساني، ومؤخراً من عامين يقيم بعد النزول من منى حفلا تكريميا للحجاج ويحضره بعض الأهالي، وبمحلة الرصيفة أقام حفلاً ممتازاً سعادة الشيخ . م. عبدالعزيز محمد سندي بعد النزول من منى رجل الأعمال الإنسان المعروف باريحيته للحجاج والأهالي الساكنين بمحلته (الرصيفة) وكتب عنه البعض لغرض أن يحذو كل العمد نهجه، واحتفل عمدة الششه الشيخ مبارك العبدلي باقامة سرادق كبير تكريماً للحجاج وأهل المحلة تحدث فيه حديثاً ضافياً شافياً فضيلة الشيخ صالح آل طالب والشيخ عبدالله حريري الزهراني ومعالي الشيخ د. صالح بن حميد أشادت به جريدة البلاد في 14/1/1430هـ شاكرة ومؤيدة. وفي محادثة ودية مع سعادة الشيخ د. طلال محمد الحساني مهنئاً بالعام الهجري الجديد أثرت أنا هذا الموضوع فاستحسن الفكرة وانه سيعمل بها وشكراً له على تجاوبه المشكور ولا غرابة فهو ابن مكة البار، وفي الاحتفالية لتكريم المتقاعدين والتي رعاها نيابة عن سمو الأمير خالد الفيصل سعادة الوكيل الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العقلا اقترحت ان يطلق المكيون عبارة (عمدة العمد) للشيخ البيطار تقديراً للدور الذي يقوم به فقال سعادته الأولى أن يُحدث الشيخ محمود مجلساً يحضره كل العمد دوريا ليناقشوا الأمور ويتبادلوا الآراء والناقص من هذا يكمله ذاك ــ ولانها فكرة جيدة أرجو الأخذ بها وسيكون فيها نفع وخير كبير لانها عن خبرة مجرب وخبير والله معك يا ابن الكرام والعفو من الجميع والأمل في عموم المشائخ (عمد المحلات) التجاوب مع الفكرة ان كانوا مرتاحين لها وأهل مكة أدرى بشعابها والحمد لله رب العالمين.
نشر هذا المقال بجريدة الندوة الاحد 13/2/1430هـ