ابن همام

تعود علاقتنا بالشيخ الشريف عبد الله بن همام المنعمي او كما يعرفه تلامذته وطلابه "بن همام" إلى 1391هـ عندما كنا طلابا في معهد اعداد المعلمين الثانوي في حي الزاهر وكان هو معلماً للغة العربية ثم بعد ان انتقل مبنى المعهد الى العزيزية وكان مديره الاستاذ عبد الحميد خياط يرحمه الله كان بن همام وكيلاً للمعهد ثم مديراً وتخرجنا في 1394هـ ومضت سنوات ليست طويلة واصبحنا "مدراء في 1399هـ - وانتقل ابن همام الى الادارة التعليمية رئيسا لشؤون المعلمين واصبحت علاقتنا به دائمة اذ هو المسؤول عن توجيه المعلمين للمدارس ومضت سنوات واختير مساعداً لمدير التعليم لفترة طويلة وارتبطت على مدى اكثر من 30 عاما بالشيخ ابن همام وكنت التقيه يوميا بعد نهاية الدوام نقوم بزيارته في مكتبه للعمل وتحول الامر الى صداقة طالب بمعلمه وكان يغدق علينا بخلقه وتعامله ولطفه وكنت احظى بخصوصية لديه في اضافة عدد من المعلمين للمدرسة لتخفيض الجداول على زملائهم وبعد ان تقاعد هو وسبقنا بسنوات بسيطة كنا نزوره في داره في شارع الستين بعد صلاة المغرب والتي يحرص ان يلتقي فيها زملاءه وطلابه بشكل يومي واصبحنا نتصل بشكل دائم ونلتقي في "الدعوات" سواء التي لها علاقة بالتعليم او الدعوات الخاصة.. كل من عرف الشيخ ابن همام يصفه بالشخص النادر في خلقه وتواضعه رغم ان تلامذته في معهد المعلمين تقاعدوا قبل سنوات بالسن النظامي الا ان ابن همام يتعرف عليهم بالاسماء الثلاثية ان لم تكن الرباعية عندما يلتقي بهم في اية مناسبة .. قبل ثلاثة اسابيع نقل لي استاذنا التربوي المعروف والرياضي حسن محمل علي نقيطي وجود الشيخ عبد الله في احد المستشفيات الخاصة في مكة المكرمة وسارعت في الذهاب لرؤيته ووجدت "الشيخ" في العناية الفائقة وقد احاطت به الاجهزة وجهاز التنفس وخرجت وانا في حال سيء رغم ايماننا بالله وماقدره وظللنا بشكل يومي نسأل ونقوم بزيارته ونتواصل مع اقاربه وحاولنا نقله الى احد مستشفيات جدة الخاصة الا ان عدم وجود سرير شاغر في العناية المركزة حال دون ذلك الى جانب ان الشيخ وبعد ان قضى هذه السنوات الطويلة في التربية والتعليم معلما ومديرا ومسؤولا في ادارة التعليم ثم مساعدا للمدير العام لم يجد من يعمل على نقله بإخلاء طبي الى اي مستشفى الامر الذي يحزن كل من عرف الشيخ ويجعله يسأل "هذه هي النهاية؟!" وبقينا لانعرف ماذا نفعل رغم إجراء العديد من الاتصالات مع المسؤولين في الهيئة الطبية في جدة ومستشفى التخصصي واستمرت الزيارات اليومية خلال فترة الزيارة من ابناء واصدقاء ابن همام محمد علي نقلي - خالد الشيخ - سليمان الزايدي الذي زاره اكثر من مرة لانه ارتبط معه بعلاقة جميلة وصديق الجميع المربي حسن نقيطي واصبح المستشفى يشهد الكثير من الناس يحفون الرجل الطيب بسؤالهم ودعواتهم الى جانب الاتصالات الهاتفية للسؤال . فالشيخ احب الناس واحبوه وقدم الكثير اثناء فترة عمله في مجال التعليم وامس الخميس فوجئت باتصال صباحاً من الاستاذ حسن نقيطي يحمل لي خبر وفاة "الشيخ" إنا لله وإنا إليه راجعون .. واللهم عوضنا خيراً في وفاة "بن همام" وجازيه خير الجزاء بما قدم وكن به رحيما فقد عُرف في الدنيا بالخير والتدين والصلاح رحمك الله ايها الحبيب الغالي.

نشر هذا المقال بجريدة البلاد الجمعة 18/2/1430هـ