ندرة عقارات مكة المكرمة والأوقاف

سبق وأن كتبنا في موضوع هذه الزاوية في الاسبوع المنصرم عن ندرة العقارات (بمدينة مكة المكرمة) وان ما أوردناه بعيداً كل البعد عن المبالغة والتضخيم لأنه من العيب جداً أن (يهرف الإنسان بما لا يعرف) ولكن الأمور الاقتصادية والحراك الاستثماري والرؤية المستقبلية والمشاريع المتعددة في نزع الملكيات بالاضافة للمشاريع التطويرية والتي تساهم في انكماش جزئي من المساحة المكانية قد تصل الي 28% من مساحة الاحياء المراد تطويرها تعطي للاقتصادي والخبير العقاري والبعد الاستثماري قراءة صحيحة بإذن الله تعالى تقارب الحقائق المستقبلية وهذا ينتج عن دراسة الواقع الحالي الذي سوف يؤثر سلباً أو ايجاباً في مستقبل أفرع الاقتصاد المتعددة بإذن الله، ومن خلال الاطلاع على مثل هذه الأمور والمشاريع تُبنى الدراسة المستقبلية أو الآنية لكي نتمكن من استقراء الأمور بشكل صحيح. ومن خلال هذه الزاوية وهذه الدراسة من حق المجتمع أن يطلع على مثل هذه الدراسة المتواضعة من باب الفائدة والرسالة التي أود ايصالها أن الأوقاف العامة والأهلية والخيرية تعرضت الى نزع ملكيتها لصالح مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف وهي أكبر توسعة يشهدها الحرم المكي في التاريخ الاسلامي هي توسعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وكذلك أكبر وقف خيري للحرم الشريف يتم انشاؤه باسم الوالد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله. وان هذه الأوقاف مجتمعة وكذلك أصحاب الأملاك الخاصة يحتاجون لاستبدال عقارات أوقافهم لاستئناف غلال الأوقاف واعادة توزيع ريعها على مستحقيها ومن باب النصيحة أقول الى أصحاب الفضيلة قضاة المحكمة العامة والى نظار الأوقاف واصحاب الأملاك ان هذا الوقت وقت شراء وان الانتظار طويلاً قد لا يكون في صالح هذه الأوقاف لأن السوق العقارية ستشهد ارتفاعاً جديداً وغير مسبوق وكثيراً من المواقع سيكون الحصول فيها على عقار (نادر) وبذلك يصعب على أصحاب الأوقاف أو نظارها الحصول على العقار المناسب (ذو غلة) في صالح المستحقين والوقف لأنه من الصعب موازاة الدخل مع القيمة نظراً لما سيشهده القطاع الاقتصادي للعقار من ارتفاعات مباشرة ومتتالية كما ذكرنا. وما ننصح به هو تسريع وتيرة الشراء في الوقت الحاضر لان ذلك يصب في مصلحة المشتري وما قصدت من ذلك إلا النصح الخالص لوجه الله تعالى لأن الانتظار طويلاً في استبدال الأوقاف يجعل مبالغهم متناقصة مقابل الارتفاع السعري للعقارات.
والله اسأل أن يوفقنا والجميع لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب الدعاء

الندوة / الثلاثاء 22/2/1430هـ