رسالة إلى.. معالي مدير جامعة أم القرى
بداية معالي الدكتور / وليد أبو الفرج أزف لكم التهنئة بالثقة الملكية الغالية بتعيينكم مسؤولاً لهذا الصرح العلمي العريق جامعة أم القرى بمهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية مكة المكرمة , ونحن على ثقة بما تتمتعون به من سمعة وخلق وحب وإنسانك الصادق وما نسمعه من مواقفك النبيلة تجاه هذا الوطن المملكة العربية السعودية سوف تكون هذه الجامعة ضمن مسيرة الخير والتقدم والإزدهار والعطاء لهذه العجلة التنموية التي تشهدها هذه البلاد الطيبة في عهد الخير عهد هذا الرجل الإنسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز .
معالي الدكتور دعني أقل أن في الأمر ما يدق ناقوس الخطر لأن الوفاء انعدم وأصبح غائباً مما يؤسس لبذره في أرض بور فيصبح المستقبل مظلماً ومليئاً بالمخاوف , ولا أخفيكم أنني كنت ولا زلت اشعر بالإحباط من كثير من البيروقراطيات القاتلة التي أصّلت لدينا عدم الوفاء حتى بعد الرحيل .
فأنت يامعالي الدكتور مثال حي للرجل المناسب في المكان المناسب , لن أُطيل في تطويع الكلمات التي تستحقها أنت ولكنها صور التفاؤل أمام عيني , رسالتي هي الأخيرة يامعالي الدكتور لأنني أشعر بالإحباط فقد اسهبنا في الكتابة عن هكذا موضوع ولكني أبعثها لمعاليكم ويحدوني الأمل الأخير وهذا ما دفعني للكتابة , ومضمون رسالتي أنه كانت هناك مبادرة إنسانية رائعة خرجت من رحم جامعة عريقة هي جامعة أم القرى, وعنيت هذه المبادرة بتكريم الرواد ممن لهم بصمات على العلم , وهو برنامج بدأته الجامعة إبان إدارة معالي الدكتور الصالح تخليداً لآثار هؤلاء وإبداعاتهم .. ويشمل التكريم علماء ومفكرين ورموز تربية وتعليم , ويعد هذا عملاً نبيلاً وفاءً وعرفاناً لجيل يعز تكراره , جيل قدم عصارة جهده وأفكاره المباركة ونذر نفسه ووقته لخدمة دينه ووطنه . وأود القول بكل صدق وصراحة وشفافية إن لجنة التكريم هذه تبذل جهوداً مقدرة لاختيار الرواد المتميزين اعترافاً بفضلهم وإسهاماتهم في وضع لبنات النهضة الأدبية والاجتماعية. وقد تابعت باهتمام تكريم شخصيات علمية رفيعة من أمثال العلامة الشيخ عبد الله بن حميد والد الدكتور صالح رئيس مجلس القضاء الأعلى والأديب الرائد الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجة , والشيخ الخليفي , والأستاذ صالح جمال وغيرهم كثير .
وكان لهذه اللجنة دور كبير في تعريف الجيل الجديد بتلك النماذج التي أسهمت بكل صدق وإخلاص في كثير من المجالات , وتوقف التكريم عند محمد عبد الرزاق حمزة , والأستاذ عبد الله عريف , ثم فضيلة الشيخ حسن مشاط . وقد حزنت كثيراً لإيقاف هذه اللجنة؛ لاسيما أنها تضم نخبة من أساتذة لهم خبرة في معرفة كثير من الأسماء , معالي الدكتور وليد أبو الفرج هذه رسالتنا وكلنا أمل أن يعود هذا البرنامج وأن تعود تلك اللمسة الجميلة من هذا الصرح المكي وفاءً وعرفاناً وأنتم تشهدون صفحة من صفحات الإبداع والنجاح والشموخ.
رســـــــــــالـــــــــــة
يقول سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه – لاراحة لحسود , ولا إخاء لملول , ولا محب لسيئ الخلق , ولأحد الشعراء –
كل العداوات قد ترجي إماتتها
إلا عداوة من عاداك من حسد
المدينة - 8/3/1430هـ