المنتقى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
.. من نعم الله على هذه الأمة أن بعث فيها النبي الأمي الذي قال في حقه جل جلاله بسورة التوبة: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم).. كما قال عز من قائل بسورة يونس: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)، وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بالرحمة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنما أنا رحمة مهداة). وفي كتاب صدر مؤخراً بعنوان: «المنتقى من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم»، وضعه الأستاذ الدكتور فؤاد محمود محمد سندي، بعض ملامح السيرة النبوية الشريفة، التي انتقاها مما جاء في العديد من كتب السيرة الشريفة وذلك حسب ما جاء في المقدمة التي كتبها المؤلف في مطلع الكتاب حيث يقول: (المنتقى من ســــيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن وما يتصل به في كتاب الله) ومن العنوان يفهم القارئ العزيز أن الكتاب لا يمثل السيرة كاملة إنما هو انتقاء واختيار من كتب السيرة النبوية، والتفسير والحديث والتاريخ واللغة قديماً وحديثاً – مما تيسر لي الاطلاع عليه – لجوانب من شخصية الرسول الكريم وسيرته العطرة. ولهذا فالكتاب هذا هو توليف وليس بتأليف، لأن تأليف الكتاب يعني خلقه أو إبداعه.. وكل ما في هذا الكتاب اعتمدت فيه على كتب وأفكار غيري – مما أشرت إليه أو إلى بعضه بين ثنايا الأسطر، وسأورد إن شاء الله كل المراجع في نهاية آخر جزء من هذا الكتاب – ويمكن القول: إنني كاتب هذا الكتاب، فإن أصبت فيه فالفضل بعد الله تعالى للعلماء السابقين والمعاصرين، وإن أخطأت فأنا وحدي أتحمل الخطأ، واستغفر الله لذنبي». وقد اشتمل الكتاب على عشرة فصول هي: الثلاثة الأولى منها لما قبل ولادة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي: الفصل الأول: أسماؤه صلى الله عليه وسلم بين القرآن والحديث. (وأشرفها محمد وأحمد)، الفصل الثاني: نسبه الشريف مع بعض مناقب أجداده وفيه (لقد جاءكم رسول من أنفسكم)، الفصل الثالث: المصطفى آدمي عربي قرشي هاشمي، وفيه (سورة قريش)، والسبعة الأخرى تبدأ من ميلاده صلى الله عليه وسلم وهي: الفصل الرابع: ميلاده عام الفيل.. وفيه (سورة الفيل)، الفصل الخامس: المراحل التي عاشها قبل البعثة، وهي (اليتم والحيرة والعيلة)، الفصل السادس: نبوته صلى الله عليه وسلم بـ«اقرأ»، وفيه «أول ما نزل من القرآن»، الفصل السابع: (ما ودعك ربك وما قلى) وفيه (سورة الضحى)، الفصل الثامن: أرسل صلى الله عليه وسلم بـ(المدثر) وفيه (الآيات الأولى من سورة المدثر)، الفصل التاسع: (وأنذر عشيرتك الأقربين)، وبهذه الآية بدأت الدعوة الجهرية، الفصل العاشر: (تبت يدا أبي لهب وتب) وفيه سورة المسد. جزى الله المؤلف خيراً وأثابه على ما قدم للقارئ من خلاصة للسيرة الشريفة. * آيـــة : يقول الحق سبحانه وتعالى بسورة الفتح: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم). * وحديث : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامه يوم الاثنين ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ذلك يوم ولدت فيه». * شعر نابض: من شعر شوقي: يوم يتيه على الزمان صباحه ومساؤه بمحمد الوضاء. عكاظ 12/3/1430هـ