نادي مكة الثقافي الأدبي

أسعدني كثيرا أن أطالع العدد الثامن من مجلة « مكة الثقافية» التي أصدرها نادي مكة الثقافي الأدبي، فقد وجدتها مطبوعة رفيعة المستوى، حافلة ببحوث أدبية قيمة ودراسات ثقافية متميزة، ووجوه كريمة من كتاب القصة القصيرة وبحوث الأدب ودراسات الثقافة،كل ذلك بمستوى جيد يجعل من المجلة مطبوعة ثقافية من الطراز الأول .

وكما فوجئت بمستوى المجلة وبحوثها ومحتواها، فوجئت أيضا بكثرة نشاطات النادي الأدبي وتنوع اتجاهاتها، وقد أفردت لها المجلة صفحاتها الأخيرة، من منتديات ثقافية إلى أمسيات شعرية وقصصية، إلى محاضرات تلقيها نخبة كريمة من أهل الاختصاص ووجوه الثقافة والأدب، كل ذلك في الفصل الأول من هذا العام ( محرم – ربيع الأول 1430هـ )، وقد استعرضت البحوث التي أقرها النادي لمنتدى ثقافة الطفل – الهوية ومتغيرات العصر- والتي تجاوزت الثلاثين بحثا، فرأيت في تنوعها دقة التخطيط العلمي للمنتدى، وحسن اختيار المتحدثين المشاركين .

كما لاحظت أن عدد المشاركات في البحوث من السيدات يتجاوز النصف، مما يعكس صورة صادقة لما وصلت إليه المرأة السعودية، من مكانة كريمة وإسهام مقدر، وإنجازات علمية وثقافية وأدبية على أرقى المستويات، ولقد سرني أن وجدت في المجلة احتفاءً لا تخطئه العين، بالمرأة، باحثة وقاصة ومسرحية وشاعرة، مما يعكس تنوع مجتمعنا الثقافي وثراءه .
* * *
يصعب على المرء في مثل هذه العجالة، أن يوفي نادي مكة الثقافي الأدبي بعض حقه، أو أن يحيط بمختلف مناشطه، من مهرجان للعروض المسرحية يقام لأول مرة في مكة المكرمة، ويكرم فيه النادي رواد المسرح، إلى ندوات كبرى عن ثقافة الحج وعن خطابنا الثقافي قراءة الحاضر واستشراف المستقبل، شارك في جلساتها أكثر من 22 باحثا ومفكرا.
إلى محاضرات قيمة في الأدب والتاريخ والاقتصاد والسير الذاتية والاتجاهات الثقافية والدراسات الإسلامية، كان لتاريخ مكة المكرمة الاجتماعي والعلمي والاقتصادي منها نصيب طيب، كما أود أن أسجل هنا بشكل خاص برامج النشاط الصيفي للنادي، وما تضمنته لشبابنا وشاباتنا من دورات للخط العربي والثقافة المسرحية، ومعارض ومسابقات للفن التشكيلي والتصوير، ورحلات مفيدة ومحاضرات متنوعة .
* * *
يبقى في الختام شكر واجب،لمعالي رئيس النادي الأستاذ الدكتور سهيل بن حسن قاضي، مدير جامعة أم القرى الأسبق، والذي يقف وراء كل هذا الحراك الأدبي والثقافي المتميز، ويشرف على تخطيطه وتنوع مناشطه واختيار مشاركيه، وهو يأسر كل من يتعامل معه بهدوئه وبسمته، وفيض مودته وأدبه، وروح الدعابة المحببة التي تغلف كريم تعامله .

المدينة 16/4/1430هـ