الشعار المرفوع
رفعت شرطة العاصمة المقدسة في مطلع هذا العام الهجري 1430هـ شعارا جميلا، هو «مكة المكرمة بلا جريمة» وقد دعيت للكتابة عن هذا الشعار. فقلت إنه شعار يمثل حلما أجمل عند كل إنسان من أبناء أم القرى، بل هو حلم يحلم به كل إنسان مسلم، وكنت ولا زلت أرى أن رفع مثل هذا الشعار القوي يحتاج إلى جهود عظيمة وقوية لتحويله إلى واقع يلمسه كل من يسكن أم القرى أو يأتي إليها حاجا أو معتمرا أو زائرا لأهلها، والمرجو ألا يظل الشعار مجرد شعار مرفوع وأن تدعم شرطة العاصمة المقدسة بما يكفيها من رجال وعتاد وإمكانيات حتى تبدأ خطوة خطوة في تحقيق مضمون هذا الشعار المرفوع، وأن يستمر زحمه بين طبقات المجتمع لضمان التفاعل معه من قبل المواطنين والمقيمين والصغار والكبار، ولا بد من مشاركة طلاب المدارس والجامعات في رفعه، وأن يكون لمجالس الأحياء، وعمد المحلات دور إيجابي في تحقيقه، وأن يتم التأكيد على الجميع أنهم في بلد حرام وأرض طيبة وبقعة مباركة، لا يوجد أفضل منها أو مثلها على وجه الأرض؛ فهي بلد الله المحرم، وأن التأدب فيها من قبل ساكنيها وقاصديها أمر شرعي مطلوب، وأن ذلك يقتضي أن يبتعد كل إنسان عما يشينه من قول أو فعل، ناهيك عن تورطه في الجريمة على أرض جعلها الله حرما أمنا لكل من يقصده أو يسكن فيه، فيكون من يسعى لارتكاب جرم أو بغي في بلد الله معتديا على حرمة الأمن، بل إن من يرد فيه مجرد إرادة بإلحاد.. وبظلم فإنه متوعد بعذاب أليم، وإذا كان مراد رجال الشرطة من رفع هذا الشعار الجميل «مكة بلا جريمة» غرس مثل هذه المعاني النبيلة المتقدم ذكرها في نفوس سكان أم القرى، فلا شك أن عملهم عمل جليل وجهدهم هو جهد مبارك وأن شعارهم الجميل الذي يعد حاليا حلما أجمل لا يلبث أن يتحقق ويتحول إلى واقع، وما على القائمين على المشروع سوى الاستعانة بالله والصبر، والإيمان الكامل أن العاقبة للمخلصين المتقين. وأول الغيث قطر ثم ينهمر، فمتى ينهمر الغيث؟
عكاظ 27/4/1430هـ