خدمة الحجاج من خلال المؤسسات
من قديم الزمان شرف أبناء مكة المكرمة بخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج القادمين من كل فج عميق وذلك من خلال مهنة الطوافة التي توارثها الأبناء عن الآباء، أو الذين منحت لهم التقارير بخدمة حجاج دول محددة.
وحرصا من الحكومة السعودية على الارتقاء بخدمة الحجاج وتوفير الامكانات التي تيسر لهم أداء الفريضة في أحسن حال شكلت مؤسسات الطوافة التجريبية التي شارك فيها أبناء المهنة، والعوائل التي كان لها دور في خدمة الحجاج.
كان هذا في عام 1402هـ وبمرور الأعوام وترسخ قواعد التعامل مع الحجاج وتمكن المؤسسات من أداء الخدمات المناطة بها، وبدعم من معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي صدرت الموافقة السامية على أن تصبح المؤسسات كاملة الأهلية وإنهاء السنوات التجريبية.
ولقد سعدت في الأسبوع الماضي مع نخبة من الكتاب والصحفيين بزيارة مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا التي قدمت للمجموعة عرضا من خلال الشاشة لمراحل مسيرة المؤسسة والخدمات التي تقدمها للحجاج أثناء الموسم وما تشارك به من خدمات للمجتمع على مدار العام، ثم أعقب ذلك جولة على المكتبة، ومعرض التراث، وصالة الاستقبال التي صحبنا خلالها سعادة الأستاذ عدنان بن محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة ونائبه سعادة الأستاذ رشاد بن محمد هاشم محمد حسين.
وقد سألت سعادة الأستاذ عدنان كاتب خلال الجولة عن المهام التي تؤديها المؤسسة على مدار العام؟ فقال: لا يكاد ينتهي موسم الحج حتى نبدأ في استقبال البعثات الوافدة من الدول التي تخدم المؤسسة حجاجها.. يعقب ذلك إقامة ورش عمل، يلي ذلك العمل على تأمين السكن للحجاج الذين تخدمهم المؤسسة وقد بلغ عددهم في العام الماضي حوالى الأربعمائة وخمسين ألف حاج.
ويضيف سعادته قائلا: وبالمناسبة فقد تلقينا اليوم توجيه معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي وزير الحج بالانخراط مبكرا في ورش عمل مكثفة، وإعادة دراسة الإيجابيات لتعزيزها.
وعدت أسأل الأستاذ عدنان كاتب عن دور المرأة في المؤسسة؟ فقال: تشارك المرأة في المجالات التي تؤهلها إمكاناتها كما أنها تشترك في انتخاب مجلس الإدارة.
فقلت: ولم لا تشترك في العضوية على غرار ما حدث في الغرف التجارية؟ قال: ربما يتحقق ذلك في الدورة القادمة إن صدرت الموافقة بذلك )).
وإني شخصيا أناشد معالي الدكتور فؤاد بن عبد السلام الفارسي العمل بما يراه ليكون للمرأة أكثر من مقعد في مجالس الإدارة خاصة بعد ما تم السماح لها بالاشتراك في الانتخاب.
تبقى من بعد هذا كلمة حق وهي إنني قبل زيارتي لمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا سمعت الكثير عن رقي خدماتها وحسن تنظيمها وإسهامها الواسع على مدار العام في خدمة المجتمع ومع ذلك فقد فوجئت بما شاهدته وسمعته خلال الزيارة بأن الواقع الذي تعيشه المؤسسة، والمستوى الذي حققته أفضل بكثير مما سمعت وأكبر شاهد على ذلك هو ما يمثله حصول مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا على شهادة الأيزو العالمية وهو ما يؤكد تفوقها في مجال خدمة ضيوف بيت الله الحرام من خلال الإنجاز غير المسبوق للمؤسسة والجهود المتواصلة من العمل وفق الأساليب والتقنيات الحديثة. وهو ما يجدر ببقية المؤسسات الخمس أن تحذو حذوها وتعمل على مزيد من الارتقاء بخدماتها لضيوف بيت الله الحرام لتنال شرف الدنيا وثواب الأجر فالله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
عكاظ 29/4/1430هـ