مولد أول جائزة باسم مكة المكرمة
لم تكن الجوائز التي تمنح للمبدعين في يوم من الأيام تقدر بقيمتها المادية وإنما هي في الواقع تجسيد للعرفان لمن نالها بالتميز والإبداع في العطاء.. ومع ذلك تظل أهميتها ذات مدلول كبير للمستوى الحضاري للمجتمع الذي يعترف فيه بالفضل لأهله، كما هي ـــ وأعني الجائزة ـــ في ذات الوقت حافز بالغ التأثير في تشجيع الآخرين على العطاء المتميز، والإبداع في الإنجاز كيما ينالوا التقدير من مجتمعهم ممثلا في جائزة تصبح على مدى التاريخ تاجا على رأس الحاصل عليها.
ولعل من الغريب أنه رغم ما لمكة المكرمة ــــ شرفها الله ـــ من مكانة سامية، وما بمكة من مراكز حضارية تتمثل في جامعة أم القرى، والرئاسة العامة للحرمين الشريفين، والنادي الأدبي الثقافي، إلا أنه لم تنشأ باسم مكة المكرمة على امتداد ما مضى من تاريخ أي جائزة لأي فرع من فروع العلم، أو مجال من مجالات العطاء أو البناء.
أمس الاثنين أشرقت الشمس على مشروع جديد أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده سموه، وذلك بإشهار «جائزة مكة المكرمة للتميز» والتي هي أول جـــائزة من مكة، وعن الأعمال في مكة، وباسم مكة المكرمة التي بها مهبط الوحي، وفيها أول بيت وضع للناس، ومنها انطلق الهدى الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور.
إن «جائزة مكة المكرمة للتميز» هي أول جائزة باسم مكة المكرمة ولا أزيد على ذلك لأن ما تحدث به سمو الأمير خالد الفيصل صاحب الفكرة وراعيها من خلال المؤتمر الصحفي من التفاصيل التي نشرتها الصحف اليوم ما يكفي لإيضاح مدى الأهمية التي ستكون للجائزة بفروعها الثمانية والتي ستمنح لأصحاب الأعمال المتميزة وتصبح بالتالي حافزا لإشعال روح التنافس بين الذين يهمهم أن يخدموا دينهم ووطنهم الذي شرفه الله بأن جعله قبلة المسلمين في كافة بقاع الأرض.
ومن خلال حديث سمو الأمير خالد وضحت معالم «جائزة مكة المكرمة للتميز» والمجالات التي سيكون من نصيبها الحصول عليها وتستحق نيل الجائزة التي ابتدعها وسيرعاها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي يحرص على أن يظل اهتمامه الأول بوضع مكة المكرمة وكل ما يتعلق بأوضاعها لتكون أفضل المدن تخطيطاً كما هي أشرف المدن وأقدسها.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن هناك جائزة يتيمة وجائزة مسلوبة أذكرهما للتاريخ:
الأولى: جائزة مؤتمر الأدباء الأول والأخير الذي أقامته جامعة الملك عبد العزيز بجدة في شهر ربيع الأول عام 1394هـ إبان تولي إدارتها معالي الدكتور محمد عبده يماني حيث تم توزيع جوائز ودروع لبعض الأدباء والشعراء، وقد قلت عنها إنها يتيمة لأن المؤتمر لم يتكرر.
والجــائزة الثانية جائزة الأستاذ الكبير محمد حسن عــواد الذي سلبها النادي الأدبي الثقافي بجـــدة ـــ بكل أسف ـــ من مسماها لتصبح جائزة النادي الأدبي بجدة، في الوقت الذي كان حريا الحفاظ على اسمها تقديرا للرائد الكبير الذي كان من بين الذين سعوا لتأسيس النوادي الأدبية بالمملكة،وكان أول رئيس للنادي الأدبي الثقافي بجدة.
وبالطبع لم تكن جائزة الجامعة ولا جا ئزة نادي جدة لها علاقة بمكة المكرمة، وبالتالي فإن «جائزة مكة المكرمة للتميز» هي الجائزة الأولى التي تسمى باسم مكة المكرمة فتحية لمبدعها وراعيها سمو الأمير خالد الفيصل
عكاظ 24/5/1430هـ