محمد بن شاهين

تابعت اللقاء الصحفي الذي اجراه زميلنا توفيق نصر الله في اليمامة في عددين منها مع معالي أ.د. محمد عبده يماني وتوقفت أمام العديد ممَّا ذكره الدكتور أثناء حديثه عن حياته في مكة المكرمة ومن ذلك قصته مع الشريف محمد بن شاهين يرحمه الله ومصادفة التقيت في الاسبوع قبل الماضي بالدكتور يماني في الصالون الاسبوعي الذي نلتقي فيه في جدة واعاد الدكتور قصته مع الشريف بن شاهين والتي تتلخص في لقاء د. محمد عبده عندما كان يدرس في مدرسة الفلاح الثانوية مع ابن شاهين اثناء زيارة وفد طلابي لمبنى الاذاعة في "جبل هندي" في مكة المكرمة وكان د. يماني احد من طلب منهم الحديث للاذاعة كطالب وما طالبه به ابن شاهين من " انضباط" اثناء التعامل مع المايكرفون وبعد ربع قرن يقوم التلميذ محمد عبده يماني وزير الاعلام بزيارة للاذاعة في مقرها القديم التي تحدث فيها وهو طالب ويجد امامه الشريف بن شاهين مديراً للإذاعة او مكتب الإذاعة في مكة وعندما طلب ابن شاهين من د. يماني الحديث في المايكرفون ذكره الوزير بالموقف القديم وهو يداعبه.

ذكرتني القصة بالعديد من المواقف مع الشريف ابن شاهين يرحمه الله والذي التقينا به كثيرا في العقدين الأخيرين من حياته .. سواء في دار الصديق الاعلامي الاستاذ محمد احمد الحساني مساء كل يوم في رمضان او في نادي مكة الثقافي في ايام ادارة الاستاذ الرائد إبراهيم فودة يرحمه الله او في جلستنا الدائمة "مركاز الصحفيين" في مقهى الشربيني بالعزيزية وما وجدته من صفات حسنة وتعامل جيد من الشريف مع كل من عرفه رغم فارق العمر الكبير بيننا وبينه وأجدها فرصة لأن اتحدث عن هذا الرجل الذي نسيه الناس والمجتمع بعد ان كان من اعيان مكة ومن كتاب الصحافة في المجال الرياضي أو الاجتماعي وحب الناس له ووفائه للسيدة حرمه ونظافة يده اذ علمت من زملاء الشريف انه يرفض استعمال سيارة الاذاعة الرسمية لأنه كما يقول يتقاضى بدل نقل ضمن اساسي الراتب .. لقد تميز الشريف بحلاوة صوته واجادته للمقامات اجادة ممتازة وتواصله مع الناس في مناسباتهم الى جانب "شياكته" واناقته وحديثه الذي لا يخلو من "القفشات" الجميلة ومنزله التي نقل لي عدد من الاخوان انه كان مفتوحاً للقاء عدد من كبار رجال الاعلام والاعمال اليوم والذي كان في "البيبان" في مكة المكرمة ورغم ظروف الشريف ابن شاهين التي لا تزيد عن دخل موظف الا أنه كان كريما مع اصدقائه وتلامذته حتى أنه "معلم" لكثير من الصحفيين والفنانين واحد الاقلام الرياضية المعروفة وقدم خدماته متطوعاً في نادي الوحدة والنادي الادبي .. لكن الشريف يرحمه الله لم يجد من يقف معه في سنوات حياته وبقي في داره وانقطع عنه اصدقاؤه إلا من نفر يزرونه زيارات متباعدة ..

انني أتمنى من د. محمد عبده يماني وهو اليوم رئيس مجلس الشرف في الوحدة أن يُذكر الناس والرياضيين والمجتمع المكي بما قدمه الشريف ابن شاهين من خدمات للرياضة والأدب والفن بإطلاق اسمه وهذا اقل ما يمكن عمله على احدى صالات الوحدة وهي الامنية لمعالي د. سهيل حسن قاضي رئيس نادي مكة الأدبي بأن يتبنى النادي اصدار مؤلف عن حياة ابن شاهين يساهم في جمع مادته اصدقاؤه ومن يعرفه الى جانب اقاربه من اسرته .. رحم الله ابن شاهين.

البلاد 16/6/1430هـ