أجواد الفاسي( شيخ الوحداويين ) يحتفي بالوحداويين
ليس غريبا على الشيخ أجواد الفاسي أن يبادر بجمع شرائح المجتمع الوحداوي، بكل أطيافه، في تظاهرة رياضية ضمها منزله العامر، حيث تواجد كبار أعضاء شرف ورؤساء النادي السابقون واللاعبون القدامى ومحبو النادي، الذين تجسد فيهم وجمعهم حب نادي الوحدة وحب مكة المكرمة التي تعني لهم الكثير والكثير. ولقد كان للأخ المهندس جمال أزهر السبق في هذه الاجتماعات التي افتتحها في داره بجدة، وذلك بعد تكليف الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأستاذ عبد المعطي كعكي منصب رئيس مجلس إدارة النادي. وفي الحقيقة لم يكن حفل الشيخ أجواد الفاسي مجرد حفل، بل كان مؤتمرا رياضيا وحداويا، تضمخ بألوان الورود الحمراء والبيضاء، لقد كان حفلا أكثر من رائع، لأنه جاء من رجل قدم للوحدة الكثير من الخدمات، ووقف مع النادي في كثير من أزماته، كما يرجع إليه الوحداويون ليقدم لهم استشاراته، ولقد كان لي شرف اللقاء به قبل أكثر من عشرين عاما
عندما أسست يومها فريق براعم الوحدة، ووضعت له برنامجا مغايرا لكل ما كان موجودا، حتى يومنا هذا، وليسمح لي القارئ الكريم أن أوضح هذه النقطة، ففي تلك الفترة، اخترت أربعين برعما من أبناء عائلات مكة المكرمة المعروفة بحبها وعشقها لنادي الوحدة، وكذلك من أبناء جمهور الوحدة العاشق لهذا الكيان، ووضعت لهم برنامجا، هدفت فيه لإعدادهم فنيا ومهاريا وثقافيا واجتماعيا وعلميا، ومن تلك البرامج أن نعرفهم على مدينتهم مكة المكرمة، وعلى الأماكن الإسلامية والتاريخية بها، فعرفناهم على المسجد الحرام والكعبة المشرفة، ثم عرفناهم على المشاعر المقدسة، ثم قمنا بزيارة ناديي الاتحاد والأهلي بجدة، لتعريفهم برفقاء الدرب من الأندية الرياضية الكبيرة، وكذلك لكسر حدة التعصب والرهبة لديهم، ثم اصطحبتهم إلى العاصمة الرياض في زيارة هي الأجمل وهي زيارة ضمن الزيارات التي كانت ضمن البرنامج النادر لأي فريق براعم على مستوى المملكة، وهناك زرنا نادي النصر الرياضي حيث استقبلنا صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن سعود رحمه الله، كما زرنا إستاد الملك فهد رحمه الله، وكذلك نادي الشباب، وزرنا مبنى التليفزيون، وقد كان في استقبالنا عندما وصلنا للرياض سعادة الشيخ أجواد الفاسي، الشخصية الوحداوية المعروفة بكرمها وجميل تعاملها وحبها الكبير لنادي الوحدة، وكان الشيخ أجواد الفاسي دائما ما يستقبل فرق النادي التي كانت تلعب مبارياتها في الرياض ، وكذلك أعضاء مجالس الإدارات. وكانت تلك مقابلتي الأولى مع الشيخ أجواد الفاسي، فرأيت في قلبه الحب وفي نفسه الود، وفي أخلاقياته المروءة... لذا، عندما أقام الشيخ أجواد الفاسي هذا الاحتفال مساء الأربعاء الماضي، فهذا ليس بغريب على رجل يعشق من أعماق قلبه الكيان الوحداوي...
وفي الحفل فقد أعجب الكثيرون بالكلمات التي ألقيت في الحفل والتي بدأها الشيخ أجواد مرحبا بالحضور، وعلى رأسهم سعادة الأستاذ عبدالله الفائز وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة السابق، وعضو مجلس الشورى الحالي، وكذلك معالي الشيخ عمر قاضي... وفي كلمته طالب الشيخ أجواد باستمرارية هذه اللقاءات التي تقرب بين الناس، والتي تقدم للنادي كثيرا من الخدمات التي تساعده في النهوض وتأخذ به نحو التطوير. كما اقترحت في كلمتي أن تكون هذه اللقاءات داخل أروقة النادي، وليس خارجها، كما حذرت من مطالبة الإدارة الحالية ببطولة، ولكن إن جاءت البطولة فهذا من فضل ربي، ولكن علينا جميعا ألا نضغط على الإدارة، ونطالبها ببطولة خلال عام التكليف، فهذا ليس من الواقع وليس من التخطيط في شيء. فالإدارة الحالية مطالبة بالتخطيط السليم لتسيير دفة النادي خلال مدة التكليف إلى بر الأمان، وهذا ما تحدث به سعادة الدكتور عبد اللطيف بخاري لتصحيح مسار النادي إداريا وفنيا وماليا، فالدكتور عبد اللطيف أحد الخبراء في إدارة الأندية، والنادي ينتظر منه الكثير. والمطلوب من النادي أن يتفادى ويتجنب أخطاء الإدارات التي سبقته، وأن يعمل على لم شمل الوحداويين داخل منزلهم الثاني وعشقهم الأول... وما هذه اللقاءات التي أقيمت خارج النادي، بدءا بالاجتماع الذي تم في منزل المهندس جمال أزهر ومن ثم الشيخ الفاسي، إلا دليل على أن محبي النادي ـ وهم كثر ـ يمكنهم أن يقيموا عشرات اللقاءات خارج النادي، ولكنهم سيظلون يتأففون على عدم إقامتها داخل بيتهم وناديهم الوحدة، لذا، أرجو من الإدارة الحالية، وعلى رأسها سعادة الأستاذ عبد المعطي كعكي رئيس النادي، وكذلك أخي وصديقي العمدة محمود بيطار مسئول العلاقات العامة ، أن يعملوا على أن يحتضن النادي هذه الاجتماعات وهذه اللقاءات وأن تكون داخل أسوار النادي... ومن حضر هذه اللقاءات فإنه سيشعر بأن الوحدة في خير وأن مكة المكرمة لا تلد إلا البارين بها المحبين لأرضها، فلقد أضاءت سماء مكة المكرمة أسماء يتشرف الإنسان بلقياها، والتحدث معها، فكيف إذا ما تعامل معها!. وأخيرا أقول للشيخ أجواد الفاسي والذي أرجو أن أطلق عليه (شيخ الوحداويين ـ بدلا من اللقب (الأب الروحي)، لأنه غير اسلامي ، ويمكننا أن نقول ( أب الوحداويين)... أعود فأقول للشيخ أجواد الفاسي شكرا أيها الشيخ الكريم، شكرا على الحفل الكبير، واللقاء الجميل، في ليلة صبغت باللونين الحمر والأبيض فقد رق عبيرها، وصفت سماؤها وتلألأت نجومها، بتواجد تلك الكوكبة الراقية من الوحداويين من أبناء مكة المكرمة...فقد أحسنت صنعا بجمعهم تحت سقف واحد، حيث تفجرت مشاعرهم حبا وعشقا للكيان الأحمر، وشكرا على دعوتك لتلك الشخصيات الرفيعة المستوى التي جعلت من الحفل مؤتمرا وحداويا يدعو إلى وحدة الوحداويين، كما ذكرت في كلمتك، وإلى لم الشمل ونبذ الفرقة، فجزاك الله خيرا، وشكرا لجميع من لبى الدعوة، أسأل الله التوفيق والسداد للجميع... ويا أمان الخائفين..
الندوة 12/7/1430هـ