شكوى مطوّف ..!
* هذه شكوى مطوّف أرسلها إليّ عبر البريد الإلكتروني، هي باسمه (الرباعي) وعنوان (سكنه) وصندوق (بريده) ورقم هاتفه الجوال، أي أنها (سليمة) مائة في المائة، وأن مرسلها (يدرك) أن أي خطأ أو عدم دقة في مضامين رسالته (يتحمّل) هو وحده مسؤوليتها، وبمعنى آخر أن الرسالة ومضامينها ومرسلها (معروفون) و(حقيقيون)، وأنها ليست (تقصدية) متخفية.
* يقول المواطن أمين محمد أمين سيف الدين: «أنا مطوّف ورئيس أحد المكاتب التابعة لمؤسسة (يذكر اسم مؤسسة الطوافة)، اشتريت رقم المكتب بمالي الحر، وليس لأي أحد منّة أو جميلة في منحى إكرامية أو هبة. تم إيقافي عن العمل لموسم حج العام المقبل 1430هـ وتم بيع رقم مكتبي بالمزاد العلني، وعلى مرأى ومسمع مني، تساءلت عن سبب إيقافي؛ قيل لي إن سبب الإيقاف هو حصولي على تقدير جيد في التقييم السنوي الذي أعد، سألت: من الذي أعد التقرير؟ قالوا لي الوزارة (أي وزارة الحج). ذهبت للوزارة قالوا لي مَن أعد التقرير المؤسسة، عدت للمؤسسة وقابلت رئيسها قال لي: ألا تتذكر أنه تم إعداد محضر بحقك!! سألته بخصوص أي مخالفة نافياً وجود مخالفات عليّ، فأجابني يا الله هي سنة وتعدّي!! وإذا السنة الجاية في شواغر تدخل منافسة أو مزايدة على المكتب. أجبته أنه إذا لم أعمل هذا العام فلن أعمل مستقبلاً!!»
* (يصرخ) المواطن قائلا: «يا دكتور المكتب بمالي الخاص، وليس لأحد فضل عليَّ فيه، ولدي التزامات مادية وأدبية مع العديد من رؤساء المجموعات هذا العام بمئات الألوف من الريالات، ولم يقم أي شخص من أي جهة بالتحقيق معي أو مساءلتي، أو حتى لفت نظري أو إشعاري، وما حصل هو حسب ما يتناقله المطوفون سواء لي أو لغيري من المطوفين هو رأي رئيس المؤسسة فقط، والعقد الذي يجبرنا على التوقيع عليه وكأننا أشخاص لسنا من بني البشر.
السائق والعامل العادي تحميه وزارة العمل، والجهات المختصة في بلادنا من تسلط وتعسف رب العمل!! وهذا يجبرنا على توقيع عقد، كنا نعتقد أنه روتيني، بأنه يحق له فسخ العقد!!! متى ما رأى ذلك دون إشعار مسبق أو إبداء أي أسباب. فهل هذا يرضي الله ورسوله ثم مسؤولي بلادنا؟ لدي كافة الأوراق الثبوتية الخاصة بموضوعي، وأناشدكم بالأمانة التي تحملونها مساعدتنا على ما نحن فيه».
* انتهت رسالة المطوف الأستاذ أمين، وكل سطر من سطورها يحمل تساؤلات عدة.. قناعتي الخاصة أنها توضح (معاناة) لقطاع من المطوفين (يجب) التوقف أمامها طويلاً، وبحث تفاصيلها وتحليل جزئياتها (لمعالجتها) بالوسائل التي تحفظ للجميع ، مؤسسات طوافة وإدارة وعاملين ومطوفين ، حقوقهم، وخوفي أن (استمرارية) هكذا (معاناة) وهكذا تساؤلات سوف تؤثر على أداء واحدة من أشرف وأهم المهن المتعلّقة بأحد (أهم) الأدوار التي تقوم بها المملكة وهي خدمة ضيوف الرحمن.
* المملكة وحكومتها وقيادتها وشعبها لم (يتوانوا) أبداً في خدمة ضيوف الرحمن، بل إن شعار الدولة الرسمي في هكذا دور هو «التشرف» بالخدمة وهو ما يتطلب (توافق) كل الجهود الأهلية والفردية مع الدولة لتطبيق هكذا شعار دون تحقيق مصالح أو مكاسب شخصية.
المصدر / جريدة المدينة