العمل.. في مكة نايم في العسل
مكتب العمل والعمال بمكة المكرمة مازال نائما في العسل.. والشباب ما زالوا يشكون على اسطح سياراتهم.. ويتجمهرون دون فائدة في الحواري والكازينوهات (والاسواق) التي غشنا بها أصحابها من كثرتها.. وهكذا بدأت الاجازة الصيفية ولم نسمع عن تحرك مكتب العمل (لحصر فئات الشباب حسب المؤهلات) والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة (لإيوائهم) في الوظائف الصيفية بدلا من (الفلقة) غير الآمنة.. والتي تقع وبالا على الأسرة وعلى المجتمع وعلى البلد (الوطن).
كان من المفترض ان يقوم مكتب العمل بجمع الشباب كما سبق وأشرنا في مكان واحد وقبيل فترة الصيف بوقت كاف لكي يتم التنسيق معهم ومع الجهات المسؤولة لتوظيفهم وتنظيم أوراقهم حتى يبدأوا صيفهم بنشاط من نوع وطعم آخر (فيه من الخبرة والسعي لأكل العيش).. ولكن لم يتم ذلك للأسف الشديد في (مكة) واكتفى هذا المكتب بالركون في المكاتب بموظفيها وانتظار الشباب (ليأتوا إليهم) (صاغرين) أو (بواسطات) ويبقى الشاب اللي (ما عندوش واسطة) ليأكل الهواء ويشرب الهواء ويستنشق ايضاً الهواء.. ويتبعثر في هذه الاجازة الصيفية.. في كل مكان ولا يجد ايضا سوى (الشبكة والبلوت - والشيشة) وكل وسائل التدخين ليخرج (القهر) من (مناخيره).
او ربما وجد محلا يعمل به ولكن تضيع الاجازة فيما بين المحل ومكتب العمل حتى تلوح الصيفية بيديها الكريمتين مودعة (الشباب) المتحسرين على ما فاتهم (من وقت وثوانٍ ودقائق) دون فائدة تذكر وكل السبب (أوقعه) (قسراً) على هذا مكتب العمل.. الذي يؤم الموظفين اصحاب (الكراسي والوظائف) ولا يهمهم ان كان زيد قد توظف او عبيد قد (وقف).. وإذا لم تصدقوني فاسألوا الشباب الباحثين عن الوظيفة ولم يجدوها.. فهل سمعتم عن الوظائف الشاغرة في المحلات التجارية وقد اعلن عنها مكتب العمل؟ وهل قرأتم عن اعلان لمكتب العمل.. لطلب تشغيل (العيال المتراكمين في الشوارع) وهل ذهب احدكم الى المكتب ووجد عنده وظيفة (خالية) اكيد.. ستأتي (التصريحات) من مكتب العمل في مكة كالقنابل.. وفيها ومعها المثل القائل (فسر الماء بعد الجهد بالماء) فيا سيدنا الشاعر الكبير الدكتور غازي القصيبي، ياليتك تقوم بمداهمات لمكاتب العمل هذه او تلك لترى بأم عينيك مدى القصور والتقصير في عدم ايواء (شبابنا) الراقد عن العمل وتشغيل (العمالات بالآلاف المؤلفة) وفلوس البلد تطير بالملايين يوميا ونحن نتفرج.. صح أم خطأ؟ وعلموني ان كان كلامي "صح" والله الغني ذو الرحمة.
للتواصل
صندوق بريد - مكة (16107)
فاكس 025426077
المصدر / جريدة البلاد 29/7/1430هـ